كثيراً ما نسمع عن طالبات تعرضن للضرب والشتم الجارح من قبل معلماتهن أو حتى مديرات مدارسهن وكثيراً ما يتعدى هذا الضرب حدود المعقول وفق قواعد التربية ليصل حد الاستمتاع بتأوهات الطالبة وصرخات استغاثتها تحت رحمة سوط هذه المعلمة
أو تلك المشرفة والمديرة التي تحولت في لحظة ما إلى جلاد يمارس هوايته المفضلة بأعلى درجات المتعة.. وفي ظل وجود عديد من الشواهد تبدو بوادر المرض النفسي بادية للعيان لدى البعض ممن يمارسن السادية بدواعي التربية والتقويم السلوكي خصوصاً في الحالات التي يتم توجيه الضرب فيها مباشرة وبشكل معتمد على المواضع الحساسة من أجساد الطالبات مع التلذذ بنعتهن بألفاظ لا يصح أصلاً استخدامها في التخاطب داخل الحرم المدرسي.. ولنكون على اطلاع بالحقيقة وتزامناً مع قرار وزارة التربية بمنع الضرب في المدارس دعونا نخوض في تفاصيل هذا التحقيق الذي يكشف لنا الكثير مما نريد معرفته في هذا السياق وعلى ألسنة الطالبات أنفسهن وبعض من المعلمات.
مدارس أم حظائر؟
< تقول عائدة سالم معلمة ثانوية: يا أختي لا توجد لدينا مدارس حقيقية وما هو موجود يشبه حظائر الماشية من حيث الأعداد والمساحة التي تصل في بعض الأحيان إلى 120 طالبة بالفصل الواحد وهو ما يؤدي إلى حدوث إزعاج وتوتر لدى المعلمة أو المعلم لقيام الطالبة بإحداث نوع من الحركة كالحديث مع زميلاتها فتقوم المعلمة بضربها ونتيجة لأن مدارسنا حظائر كما قلت ففي الغالب يتم ضرب الطالبات أثناء تزاحمهن بالسلالم من أجل إفساح الطريق أو في الساحة من أجل تنظيم الطابور ولا توجد وسيلة أخرى في ظل هذا الازدحام يمكن أن تحل محل الضرب.
ضرب جماعي
< طالبة أخرى من نفس المدرسة رمزت لاسمها بـ (ش. س) قالت إن طالبتين في نهاية العام الماضي تعرضتاً لعقاب تجاوز حدود كرامة الإنسان حيث قامت المديرة بإيقاف الطالبتين في الساحة أمام الطابور ونادت على بقية الطالبات بأن يقمن بضرب الطالبتين من الخلف أثناء دخولهما إلى الفصل وفعلاً قامت كثير من الطالبات بضرب الطالبتين من الخلف بصورة مهينة ووقحة لدرجة أن إحدى هاتين الطالبتين لم تحضر المدرسة منذ ذلك اليوم ورفضت دخول الاختبار وفي هذه السنة انتقلت هاتان الطالبتان إلى مدرسة أخرى.. فهل هذه تربية أم وقاحة وقلة حياء.
الضرب في أماكن حساسة
< رويدا طالبة في الصف الثالث الثانوي قسم علمي قالت : نحن بشر ولسنا حيوانات .. لدينا عقول ونفهم فلماذا نعاقب بالضرب كالحمير.. إذا لم تعرف الطالبة الاجابة تقوم المعلمة بمعاقبتها جسدياً وتهزئها لفظياً وإذا ذهبت واشتكت للمديرة بدورها تقوم المديرة بضربها، مرة أخرى والمبرر لماذا اشتكت وصراحة هناك كثير من هؤلاء المعلمات ينتظرن أي هفوة من الطالبة ليقمن بضربها وفي أماكن حساسة من جسدها وكأن المعلمات يتلذذن بالضرب والتجريح الموجه للطالبات.. وبالنسبة لي فأنا ضد الضرب وضد العقاب البدني إلا عند الضرورة ففي إحدى المرات رفضت عقاب المعلمة لأنها دخلت فوجدت حالة هرج ومرج بالفصل فقررت عقابنا جميعاً وهذا ظلم وعندما رفضت شتمتني بألفاظ بذيئة وتجمعت المعلمات، بعدها قمن بشد ثيابي وإسقاطي على الأرض وحملنني إلى الإدارة وهناك رفض الجميع الاستماع لأي كلمة مني لكني صممت أيضاً ألا أفتح يدي للعقاب وبسببها طردوني من المدرسة بحجة أني قليلة أدب، وبعد عشرة أيام توسطت وكيلة مدرسة أخرى عند المديرة وتمت اعادتي للمدرسة وهذا بنظري استبداد وظلم.
هذا كان زمان
< هناء مسئولة ادارية على وشك التقاعد قالت: يا شيخة هذا كان زماناً أيام ما كان المعلم يعاقب الطالب أما الآن فنحن بحاجة إلى منع عقاب المعلم من قبل الطالب فالمعلمة مثلاً لا تستطيع أو بالأصح لا تجرؤ أن تقوم بمعاقبة الطالبة إلا في الصفوف الأولى وفي مدارس البنين كذلك الوضع بل وأسوأ فقد أصبح المعلم إذا رأى طلاباً في الشارع هرب هو إلى الشارع الثاني خوفاً منهم ونحن لهذا السبب نطالب بقانون يمنع اعتداء الطلاب على المعلم وليس العكس.