ما الدافعية ؟
هي مجموعة المشاعر التي تدفع المتعلم إلى الانخراط في نشاطات التعلم التي تؤدي إلى بلوغه الأهداف المنشودة . وهي ضرورة أساسية لحدوث التعلم، بدونها لا يحدث التعلم
يمكننا أن نميز بين نوعين من الدافعية للتعلم بحسب مصدر استثارتها : هما الدوافع الخارجية والدوافع الداخلية .
" الدافعية الخارجية " : هي التي يكون مصدرها خارجياً كالمعلم، أو إدارة المدرسة، أو أولياء الأمور، أو حتى الأقران .
فقد يُقبِل المتعلم على التعلم سعياً وراء رضاء المعلم أو لكسب إعجابه وتشجيعه والحصول على الجوائز المادية أو المعنوية التي يقدمها .
أو قد يُقبِل المتعلم على التعلم إرضاءً لوالديه وكسب حبهما وتقديرهما لإنجازاته، أو للحصول على تشجيع مادي أو معنوي منهما .
وقد تكون إدارة المدرسة مصدراً آخراً للدافعية بما تقدمه من حوافز مادية ومعنوية للمتعلم .
ويمكن أن يكون الأقران مصدراً لهذه الدافعية فيما يبدونه من إعجاب أو حتى حسد لزميلهم .
" أما الدافعية الداخلية " فهي التي يكون مصدرها المتعلم نفسه، حيث يُقدِم على التعلم مدفوعاً برغبة داخلية لإرضاء ذاته، وسعياً وراء الشعور بمتعة التعلم، وكسب المعارف والمهارات التي يحبها ويميل إليها لما لها من أهمية بالنسبة له .
ولذلك تعتبر الدافعية الداخلية شرطاً ضرورياً للتعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة
وتؤكد التربية الحديثة على أهمية نقل دافعية التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي، مع مراعاة تعليم المتعلم كيفية التعلم وذلك منذ نعومة أظفاره، في دور الحضانة ورياض الأطفال
في هذه الحالة يكون بمقدوره الاستمرار في التعلم الذاتي في المجالات التي تطورت لديه الاهتمامات والميول نحوها، مما يدفعه إلى مواصلة التعلم فيها مدى الحياة . ويجدر بنا أن نتذكر أن معلماً يفتقد إلى الدافعية في تعليمه لا يستطيع بث الدافعية للتعلم في نفوس متعلميه، فكما يقولون " فاقد الشيء لا يعطيه " .
ما سبق يعني أن البداية في استثارة الدافعية تكون ذات مصدر خارجي، ومع التقدم في العمر والمرحلة الدراسية، وتبلور الاهتمامات والميول، يمكن للمتعلم أن ينتقل إلى المستوى الذي تكون فيه الدافعية للتعلم داخلية . فالدافعية الخارجية تبقى ما دامت الحوافز موجودة، أما الداخلية فتدوم مع الفرد مدى حياته .
كيف تستثير دوافع المتعلمين للتعلم ؟
ليس هناك من طريقة واحدة لاستثارة دافعية المتعلم للتعلم، ومن المسلم به أن ما يثير متعلماً ما ويدفعه للتعلم قد يختلف بشكل جوهري عما يثير آخر، كما أن إثارة دافعية المتعلم للتعلم تعتمد على طبيعة مادة التعلم .
ومن هنا يتضح ضرورة تمكن المعلم من مهارة القدرة على استثارة دوافع المتعلم باختيار المثير أو الحافز المناسب الذي يتمتع بالقدرة على إثارة دافعية المتعلم للتعلم .
1 - أول الطرق لاستثارة دافعية المتعلمين للتعلم، أن نبحث عن حاجاتهم الفردية ونخطط لإشباعها، فكل تلميذ مدفوع نحو هدف معين، وينبغي عليك كمعلم أن تحدد هذا الهدف، وأن تتوصل إلى دافع يوجهه نحو الإتقان العلمي
(الكناني,المدخل إلى علم النفس,2002,مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع, الكويت)