المسئولية الأخلاقية للإخصائي اتجاه مهنة الخدمة الاجتماعية.
في الواقع، إن هذه المسئولية الأخلاقية اتجاه المهنة هي أحد بنود الميثاق الأخلاقي لمهنة الخدمة الاجتماعية و الذي يمثل دليلاً للسلوك المهني و يلخص الأخلاقيات و القيم التي يجب أن يلتزم بها جميع الإخصائيين الاجتماعين بما يحفظ حقوقهم و وواجباتهم.
و لقد اخترت هذا البند خصيصاً لأنه يمثل الالتزام العام اتجاه المهنة و الذي يضمن الالتزام ببقية بنود الميثاق ،على أساس أن باقي البنود تنصهر جميعها في بوتقة احترام و تقديس هذه المهنة الإنسانية. و يمكن تفصيل هذه المسئولية الأخلاقية في عدة نقاط:
1- الحفاظ على تكامل و نزاهة المهنة : و ذلك من خلال تدعيم و حماية رسالة المهنة بما فيها من معرفة و قيم و أخلاقيات من خلال:
• صون كرامة المهنة و التحلي بالشجاعة في مناقشة أي انتقادات توجه لها.
• اتخاذ الاجراءات من خلال القنوات الصحيحة ضد السلوك اللاأخلاقي الذي قد يصدر من أي عضو في المهنة .
• منع ممارسة المهنة من قبل شخص غير مؤهل و غير مصرح له بممارستها.
• تجنب أي تحريف يتعلق بالخدمة الاجتماعية سواء في خدماتها أو غيره.
2- خدمة المجتمع: أي أن الإخصائي يجب أن يسعى إلى تقديم الخدمات الاجتماعية لمجتمعه بما يساعده على تدعيم مهنته، وذلك من خلال مساهمته بالوقت و الجهد و الخبرة المهنية في عمل الانشطة المجتمعية بما يحقق احترام و سمعة و كفاءة المهنة، و من جانب آخر يساهم في صياغة و تطبيق السياسات الاجتماعية المفيدة للمهنة.
3- تطوير و تنمية المعرفة: و يقع على عاتق الإخصائي أن يطلع على كل ما هو جديد من معارف و نظريات متعلقة بالمهنة و يخضعها للممارسة العامة المستمرة من خلال:
• أن تقوم ممارسته المهنية على معارف و نظريات الخدمة الاجتماعية.
• أن يختبر دقة المعارف الحديثة بالمهنة ، و أن يطلع على كل ما يثري ممارسته المهنية بكفاءة.
• أن يساهم مع زملائه في بناء القاعدة العامة للخدمة الاجتماعية بعمل البحوث و الدراسات المرتبطة بها و التي تعمل على رفع مستواها و كفاءتها.
يمكن القول بعد ذلك أن الالتزام بهذه المسئولية الأخلاقية اتجاه مهنة الخدمة الاجتماعية يمثل عهداً نقطعه على أنفسنا في العمل به نصاً و روحاً ، بما يحقق ارتقاء المهنة و تكاملها في رسالتها الإنسانية، ومن ثم تحقق الاعتراف و الاحترام المجتمعي بأعلى مستوياته.
المصدر: د. شكري، جمال، و د. عبدالمقصود، أحمد، مهارات الممارسة المهنية للاخصائي الاجتماعي، القاهرة، المكتب الجامعي الحديث ،2015.