إن المبادئ هي " عبارة عن قاعدة أساسية يصل إليها الإنسان عن طريق الخبرة والمعرفة والتجربة ، فالمبادئ والأساليب متعددة وتختلف من مجتمع إلى آخر ،وكذلك من فرد إلى آخر ومن موقف إلى موقف آخر فالأساليب التطبيقية تختلف حسب المواقف اليومية التي يواجهها وحسب قدرات وإمكانات الشخص الذي واجهها.
وهناك عدة مبادئ يجب على المرشد الطلابي أن يلتزم بها أثناء أدائه لمهنته الإرشادية ومن هذه المبادئ:
1_ مبدأ التقبل:
فعلى المرشد الطلابي أثناء تعامله مع الطلاب أن يهتم بتقبل من يتعامل معهم كما هم ،وليس كما يينبغي أن يكونوا ، وذلك من خلال تقبل شخصياتهم المختلفة وسلوكياتهم ولا يوجه اللوم على الطالب نتيجة سلوكه حتى لا يؤثر على العلاقة بين المرشد والمسترشد، كما عليه أن يحترم كرامة الطالب وتقديره وان يدرك احتياجاته ورغباته وميوله واهتماماته ويحاول أن ينمي ويرفع من هذه المواهب ويشجعه على ذلك، فهذا ما يهتم به هذا المبدأ.
2_ مبدأ حق تقرير المصير:
من منطلق أن لكل إنسان الحق في تقرير مصيره فإنه ينبغي على المرشد أن يتيح للطالب الفرصة في اختيار مهنته التي يرغب بها وان لايفرض عليه شي لايتوافق مع إمكاناته ،بل يكون عونا له ويساعده في التعرف على مايناسبه من خلال عدة طرق كتعبئة استمارة الكشف عن الميول والقدرات ،أو تعريفه المهن المختلفة والمتواجدة في سوق العمل، كما ويجب عليه احترامه كإنسان يمتلك قدرات وطاقاته وإمكانيات، ويترك له المجال لتنظيم جدوله الدراسي، واختيار الأوقات المناسبة لدراسته وان لايفرض عليه حلا معينا لمشكلته مادام قادرا على حلها بنفسه وعدم التدخل في شؤونه إلا إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك.
3_ مبدأ الموضوعية:
وهو أن يكون المرشد الطلابي محايدا أثناء تعامله مع العملاء، فلا يميل لشخص أو فئة دون الأخرى، ولايعادي طرفا ليقف مع طرف آخر، أو يدعم طرفا على حساب الطرف الاخر، بل يجب عليه أن لا يدخل الاعتبارات الشخصية الخاصة أو الذاتية في علاقته المهنية بينه وبين عملائه المسترشدين ، فيسمع من كلا الطرفين على حد سواء، ويجيب عليهم بشكل متساوي ويقترب من الأطراف بالقدر نفسه.. ويقيم علاقه تتسم بالثقة والاحترام وعدم التحيز وان لايفرض آراءه الشخصية على أحد من طلابه.
4_ مبدأ السرية:
ويتمثل ذلك في كون المرشد الطلابي أمينا على ما أمنه الطلاب عليه من بيانات ومعلومات ومحافظات عليها فلا تخرج إلا بإذن منهم، ولا يتم استخدامها إلا للغرض الذي أعطيت لاجله، فيتعامل معها بسرية ويضعها في مكان أمين لا تصل اليه يد أحد ، حتى لا يفقد العلاقة المهنية بينه وبين طلابه ولهذا يجب المحافظة التامة على أسرار الطلاب وشؤونهم وتصرفاتهم الخاصة بهم ولا يبديه لأحد.
5_ مبدأ التقويم الذاتي:
لابد من أن يختبر المرشد الطلابي من وقت لآخر نفسه من خلال تقويم أعماله وما قام به ليحدث ويعرف مدى نجاح أو فشل مقام به من عمليات تجاه عمله ومهمته، ويتمكن بذلك من تصحيح الأخطاء التي وقع فيها فيصححها ويتجنبها في المرات القادمة، وهذا النقد الذاتي لايقلل من شأن المرشد أيا كان، بل على العكس من ذلك فهو يزيد من تقديره واحترامه ويزيد فاعليته أكثر في عمله ويقوي خبرته وينميها.
6_ مبدأ الدراسات العلمية:
وهو أن يجدد المرشد الطلابي في الدراسات والأساليب والمعلومات التي يستخدمها في دراسته وحله للمشكلات، فيعتمد على دراسات وأساليب متطورة ويستعين بمعلومات ومواقف علمية مختلفة التي تفيد في دراسة وتشخيص وعلاج المشكلات التي يواجهها من وقت لآخر ، وذلك ليكون مطلعا على العلوم والمعارف المختلفة في كل المجالات لخدمة عمله حتى ولو كان متخصصا في مجاله أو في مجال الإرشاد ،بل عليه أن يزيد من معرفته وخبرته وقدراته أكثر مما كان عليه وكذلك يتولى القيام بإجراء البحوث والدراسات التي تخدم مجال عمله.
7_ مبدأ الرجوع للعلماء والمختصين:
ليس من الممكن على المرشد الاجتماعي ان يكون ملم بجميع العلوم والمجالات ولذلك فإنه لابد وأن يحتاج للرجوع إلى مختصين وعلماء وخبراء في مجالات أخرى ليأخذ منهم العلوم المختلفة ويستفيد من خبراتهم، وبالتالي يفيده هو ايضا، ويفهم السلوك الإنساني بقدر المستطاع ويعرف البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه والمواقف الإنسانية التي يواجهها، ولتجديد علومه ومعارفه التي اكتسبها.
د. إبراهيم بن عبد العزيز شلال السويلم / كتاب التوجيه والإرشاد الطلابي / دار طويق للنشر والتوزيع / 2002م