الإنسان بطبعه اجتماعي و لا يحبّ العيش بمفرده، بل يفضّل العيش ضمن جماعات، بحيث يكون علاقات تربطه بمن حوله من الناس، ومن أجمل وأسمى العلاقات التي تربط بين الأشخاص هي الصداقة، فالصداقة هي من أكثر العلاقات التي تحمل أجمل معاني الصدق والإخاء، والصديق الحقيقي هو الذي يصدق صديقه في النصيحة ويدلّه على الطريق الصحيح، وهو الذي يشارك صديقه فرحه وحزنه، وهو الذي يتمنّى الخير لصديقه كما يتمنّاه لنفسه ويحبّه ويبادله مشاعر المودة والأخوة، وفي الصداقة لا يوجد هنالك أي تمييز بين الأصدقاء في المكانة الاجتماعية أو العرق أو غيرها من الأمور، إذ يكونون متساوين، فما أجمل أن يكون للإنسان صديقاً حقيقياً يقف إلى جانبه في مسيرته في هذه الحياة! وهنالك العديد من الأشخاص الذين لا يمتلكون الصديق ويطمحون لتكوين صداقات إلا أنهم يجهلون ذلك، فمعظم الطلاب عندما يبدأون الدراسة في المدراس لا يستطيعون تكوين صداقات مع زملائهم الطلاب، و قد يكون ذلك بسبب الخجل أو الخوف و التوتر و غيرها من الأسباب الداخلية التي تمنعهم من تكوين الصداقات مع زملائهم الآخرين، و لكن يعتبر ذلك شيئاً طبيعياً في البداية لكن اذا مر على الطالب فترة طويلة وهو بدون رفقه، فهنا يجب على المعلمين والأسرة خاصة الانتباه على الابن/ة لأنه يتضح بأنه ربما تكمن هنا مشكلة لديه تمنعه من تكوين الصداقات مع زملائه الأخرين بالمدرسة .
فلكل مشكلة أسباب تساعدها على الظهور، و من بين أسباب ظهور هذه المشكلة ما يلي:
1) الخجل الزائد لدى الطالب.
2) الإنطواء على النفس.
3) تجارب الأهل السابقة قد تكون أحد أسباب منع ابنهم من تكوين صداقات مع زملائه الآخرين، و من بين هذه التجارب مثلاً حدوث مشكلة لدى أحد الوالدين في الزمن الماضي من قبل أحد أصدقائهم و لذلك هم أخذوا فكرة خاطئة عن الأصدقاء و كونوها لديهم على أن الصداقة شيء سلبي على الفرد، بالتالي منعوا أبنائهم من تكوين الصداقات.
4) بعض الطلاب غير اجتماعيين بالتالي لا يهتمون أبداً بتكوين صداقات و مخالطة زملائهم بالرغم من فائدة الصفة الاجتماعية لدى الطفل.
5) اصابة الطالب مثلاَ ببعض المشكلات الخلقية مثلاً أو الاضطرابات النفسية مما يجعلها كمانع من تكوينه للصداقات مع الآخرين بسبب خجله من سخرية الآخرين منه .
لذلك يجب على المحيط الخارجي بالطالب أن يسعى لمساعدته على حل هذه المشكلة، التي قد تمنعه من تحقيق العديد من الأمور في حياته سواء كان ذلك الآن أو فيما بعد، و من بين الأشخاص الذين يجب عليهم مساعدة الطالب هم المعلمين و الأسرة و الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة، و تتمثل تلك المساعدة في القيام بعدة طرق و التي تتمثل فيما يلي:
1) على الآباء الذين يحملون صورة خاطئة عن تكوين الصداقات أو مخالطة الناس، تغيير هذه الفكرة و ذلك لأنها خاطئة و أيضاً لأن ليس كل الناس متشابهون بالتالي ليس ما فعله أصدقائهم سيفعله أصدقاء أبنائهم.
2) يجب على المعلمين أن يقوموا بالإكثار من عمل الأنشطة الجماعية داخل الغرفة الصفية و ذلك لتمكين هؤلاء الطلبة من الاختلاط مع زملائهم الآخرين و التي قد تكون فرصة لهم لتكوين الصداقات، أيضا كحل آخر يستطيع المعلمون على عمل رحلة ميدانية قريبة من المدرسة مثلاً لأحد الدروس ، و ذلك لمدى أهمية الرحلات للطلاب و تكوين صداقات مع بعضهم عن طريق ما يقومون به في الرحلة الميدانية من اكتشاف للأشياء و غيره.
3) للأخصائي الاجتماعي دور كبير في حل هذه المشكلة و قد يكون ذلك مثلاً في عمل حصة واحدة كل أسبوع أو أسبوعين للأنشطة المدرسية لما في ذلك من أهمية كبيرة في تكوين الصداقات بين الطلاب و تبادل الآراء بينهم و مشاركة الأفكار الإبداعية بالتاللي تكون أحد الطرق الناجحة في مساعدة الطلاب على تكوين الصداقات، و اخراجه من إنطوائه و خجله الزائد و غيرها من المشكلات التي كانت تمنعه من الاختلاط مع الآخرين.
المصدر: أخذت بعض المعلومات من مجلة موضوع.