يتحتم أن يتأكد الأخصائي الاجتماعي من وجود ألوان كافية من النشاط الجماعي بالمدرسة، فيعرف أنواع الجمعيات الموجودة والمشرفين عليها؛ وأماكن ومواقيت اجتماعها ويحضر بعض هذه الاجتماعات.
ولابد من أن يعمل على إنشاء ما ينقص المدرسة من جماعات يفيد نشاطها الطلبة.
وعليه أيضاً أن يتولى الإشراف على ألوان النشاط الاجتماعي التي تدخل في اختصاصه كجمعية خدمة البيئة ومراكز الخدمة العامة.
والواجب أن يوجه الطلاب بلا استثناء إلى الاشتراك في أحد أو بعض أوجه النشاط الجماعي، ويجب أيضاً أن يتأكد من أن كل طالب يسهم بنصيب وافر من النشاط الذي يتناسب مع شخصيته، وعليه أن يشجع المجدين والممتازين ويعاونهم في إيجاد الفرص الخارجية لتنمية مواهبهم وقدراتهم، واستغلالها لصالح حياتهم العلمية ومستقبلهم.
ويمكن للأخصائي الاجتماعي عن طريق التعرف على هذه الجماعات ومشرفيها أن يكتشف فيها الطلبة الذين يحتاجون إلى ألوان من الاهتمام الفردي كما يعاون المشرفين في اكتشاف مثل هذه الحالات وتحويلها إليه لمنحها ما يناسبها من اهتمام فردي.
وبهذا يتمكن الأخصائي الاجتماعي -عن طريق الاستعانة بالنشاط الجماعي- من إنماء الألفة الاجتماعية وتقوية روابط المجتمع الإنساني مما يغرس في نفوس النشء حب المجتمع والاعتقاد بأنهم أفراد في مجموع يعمل كلاهما لصالح الآخر.
والاهتمام بتوفير فرص النشاط الجماعي ليس هو كل الدور الرئيسي للأخصائي الاجتماعي في المدرسة بل إن له وظيفة رئيسية أخرى على درجة كبيرة من الخطورة وأعني بها خدمة الفرد المدرسية.
خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية، فاطمة مصطفى الحاروني، ص٥٤٤.