مشكلة سوء التوافق

سوء التوافق هو عدم مقدرة الفرد على التواؤم والانسجام مع ظروف معينة وعدم قدرته على تحقيق مطالب العالم الخارجي وعدم قدرته على تغيير الظروف البيئية لتناسب مطالبه.
سوء التوافق له جانبان :
1) سوء توافق نفسي داخلي بين الفرد ونفسه .
2) سوء توافق خارجي بين الفرد وبيئتة التي يعيش فيها .

ومن مشكلات سوء التوافق ما يلي :
1) عدم قدرة الفرد على مسايرة زملائه بالمدرسة وعدم تقبل أفكارهم وسلوكهم ومعاييرهم وقيمهم ويرجع ذلك إلى نشأته في بيئة اجتماعية مفككة لها مبادئ خاطئة.
2) سوء التوافق الدراسي وعدم القدرة على التواؤم بين الطالب ومعلمه وما يترتب على ذلك من فشله معرفيا واجتماعيا.
3) عدم قدرة الفرد على الانسجام مع غيره سواء في المدرسة أو المنزل أو مع شخص يحتك به في الحياة وقد يرجع ذلك إلى اضطراب بيته، فالأب الذي يستغرق في عمله حتى تحرمه ظروف عمله القاسية من قضاء وقت ملائم وكافي مع أبنائه لمناقشتهم في شؤونهم ورعايتهم يمنع هؤلاء الأطفال من فرصة تمثل شخصيته وامتصاص قيم الجماعة ومستوياتهم الخلقية منهم وكثيرا ما يحاول الأب أن يسقط على أبنائه آماله ورغباته ويحاول أن يحقق في ابنه ما فشل هو في الوصول إليه ولذلك يلقى على عاتق الأبناء بأعباء أكبر مما يستطيعون تحمله وقد لا تتفق مع استعدادات الأبناء وميولهم و موهبتهم وقد يسرف الأب في مطالبة أبنائه بالاستذكار و يرهقهم بالدروس الخصوصية والجهل قد يدفع الأباء إلى أخطاء تربوية يكون لها أثر على شخصية الطفل ومن ذلك التذبذب في المعاملة بين القسوة والتدليل أو اختلاف الأبوين في معاملة الأبناء فيفقد الأطفال القدرة على اتخاذ معايير معينة للسلوك وبذلك يعاني الأبناء من مشكلات سوء التوافق.
التوافق الاجتماعي عملية تبتدي منذ الطفولة المبكرة و فترة تكوينه هي السنوات الأولى في حياة الطفل وأهم عواملها:
1) البيئة المنزلية وخاصة تأثير الأبوين.
2) وظيفة الأسرة هي صياغة استعدادات الطفل في نمط اجتماعي مقبول.
ولا يتحقق التكيف الاجتماعي إلا إذا صار النمو الانفعالي للطفل سيرا سويا فلا يلحقه أزمات أو صراع أو تثبيت على مرحلة الطفولة نتيجة الإفراط في بذل الحب. وعندما يعمل الاخصائي الاجتماعي مع مشكلات سوء التوافق فإنه يجب أن يعلم أنه يتعامل مع مشكلات تحتاج إلى جهود كبيرة حتى يستطيع أن يحلها فهي تحتاج إلى تعاون أفراد الأسرة لدراسة تأثير كل منهم على المشكلة حتى يتعرف على الأسباب أو العوامل المسببة لهذه المشكلة وخاصة ما يتصل منها بالأب والأم ولذلك يعتمد نجاح الخطة على إشراكهم فيها وكذلك العمل مع المدرسة وخاصة المدرسين الذين لهم دور في هذه المشكلات واهتمامه بضرورة إشراكهم في الخطة العلاجية ثم يأتي دور الرفقاء وخاصة رفقاء السوء بالإضافة إلى العميل نفسه الذين ينصب عليه معظم جهود الإخصائي.

المصدر : كتاب مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية واهدافها التنموية ، د.محمد سلامة غبارى ، النشر :2009 ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، الاسكندرية