مساء النور
من ضمن المشكلات المدرسية مشكلة سوء التوافق وسوف أعرضها لكم بشيء من التفصيل:
مشكلات سوء التوافق:
المقصود بسوء التوافق هو عدم مقدرة الفرد على التواؤم مع ظروف معينة, وعدم قدرته على تحقيق مطالب العالم الخارجي وعدم قدرته على تغيير الظروف البيئية لتناسب مطالبه وعدم قدرته على إشباع أغلب حاجاته وعدم قدرته على تغيير سلوكه وعاداته عندما يواجه موقفا جديدا, أو مشكلة مادية أو اجتماعية أو خلقية تغييرا يتناسب مع الظروف الجديدة.
ومن مشكلات سوء التوافق عدم قدرة الفرد على مسايرة زملائه بالمدرسة, وعدم قدرته على تقبل أفكارهم وسلوكهم وقيمهم ومعاييرهم, وقد يرجع ذلك إلى نشأته في بيئة اجتماعية مفككة, تتضمن معايير فاسدة, وتقاليد بالية ومبادئ خاطئة.
ومن مشكلات سوء التوافق أيضا سوء التوافق المدرسي وعدم القدرة على التواؤم بين الطالب ومعلميه, وما يترتب على ذلك من فشله معرفيا (عدم القدرة على النجاح), وفشله اجتماعيا (عدم القدرة على تكوين العلاقات) بالإضافة إلى اضطرابه انفعاليا.
ومن مشكلات سوء التوافق أيضا عدم قدرة الفرد على الانسجام مع غيره, سواء في المدرسة أو في المنزل وقد يرجع ذلك إلى اضطراب بيئته مثل التذبذب في المعاملة بين القسوة والتدليل, اختلاف الأبوين في معاملة الأبناء, قسوة الأب في بعض الأحيان تؤدي إلى السلبية والانطواء والخجل وعدم القدرة على تحمل المسؤولية, وقسوة الأم تؤدي إلى السلوك العدواني والانحراف, غياب الأب عن المنزل لفترات طويلة بحكم العمل, إسراف الأب في مطالبة أبنائه بالاستذكار وإرهاقهم بالدروس الخصوصية وبالتالي يعني الأبناء من سوء التوافق.
والأخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع مشكلات سوء التوافق يعرف جيدا أنها مشكلات صعبة تحتاج لجهود معينة كبيرة, فهي تتطلب العمل مع الأسرة, لدراسة كل فرد منها له تأثير على المشكلة, حتى يتعرف على الحقائق والمعلومات التي يستخلص منها العوامل المسببة لهذه المشكلة وخاصة ما يتصل منها بالأب والأم, ولذلك يعتمد نجاح الخطة العلاجية على اشتراكهم فيها, وكذلك العمل مع المدرسة وخاصة المدرسين الذين لهم دور في وجود هذه المشكلة ثم يأتي دور الرفقاء وخاصة رفقاء السوء بالإضافة إلى الطالب نفسه الذي ينصب عليه معظم جهود الأخصائي الاجتماعي الدراسية والتشخيصية والعلاجية.