يعرف العنف بأنه سلوك يصدر من فرد أو جماعة تجاه فرد آخر أو آخرين ماديًا كان أم لفظيًا إيجابيًا أم سلبيًا، مباشرًا أو غير مباشر نتيجة للشعور بالغضب أو الإحباط أو للدفاع عن النفس أو الممتلكات أو الرغبة في الإنتقام من الآخرين، أو الحصول على مكاسب معينة ويرتب عليه إلحاق أذى بدني أو مادي أو نفسي بصورة متعمدة بالطرف الآخر.
والعنف الذي يمارس على الأطفال له آثار سيئة جدًا منها:
1- تأثير العنف على النواحي الانفعالية : الأطفال الذين يتعرضون للعنف يعانون من انخفاض الثقة بالنفس، ومشاعر الاكتئاب وردود فعل سريعة والتوتر الدائم والشعور بالخوف وعدم الأمان وعدم الهدوء والاستقرار النفسي.
2- تأثير العنف على النواحي السلوكية: الأطفال الذين يتعرضون للعنف يتسم سلوكهم باللامبالاة والعصبية الزائدة، وأحيانًا يمارسون السرقة والكذب، وقد يقومون بتحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة، أو إشعال الحرائق، وقد يتسم كلامهم بالعنف المبالغ فيه.
3- تأثير العنف على النواحي التعليمية: استخدام العنف لدى الأطفال من شأنه أن يعوق عملية تكوين الضمير عند الطفل ويجعله يفتقر للرقابة الذاتية. كما يعاني الطفل من انخفاض مستوى الانتباه والقدرة على التركيزمما يؤدي إلى هبوط مستوى التحصيل الأكاديمي وعدم القدرة على المشاركة في الانشطة الطلابية والغياب المتكرر عن المدرسة.
4- تأثير العنف على النواحي الاجتماعية: يصبح الطفل انعزاليًا ، حيث يقطع صلته بالآخرين، ولا يشارك في الأنشطة الجماعية، واتجاهاته نحو الآخرين تتسم بالعدوانية، وبالتالي يفقد القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع.
خطوات الوقاية من العنف:
يمكن تحديد الخطوات التالية لحماية الأطفال من العنف:
1- تغيير الاتجاهات العدوانية عند الأفراد.
2- تغيير أسلوب الدعاية للوقاية من الجريمة.
3- محاربة البطالة وتوفير فرص عمل للأفراد.
4- توفير النمو السوي لكل عناصر الشخصية في الطفولة.
5- الإكتشاف المبكر للاستعدادات العدوانية والسلوك العنيف.
6- فرض العقوبة وتطبيق الشرع والقانون بصورة حازمة.
7- إعداد برامج تثقيفية وتوجيهية من خلال التلفاز تؤمن الاستقرار النفسي وتنمي السمات الإبداعية لدى الطفل.
كيفية التعامل مع مشكلة العنف:
1- مرحلة المسح والكشف: وهي مرحلة التعرف على حالات العنف ويتم ذلك من خلال الكشف الطبي في المستشفيات أو العيادات، من خلال وجود بروز ظاهرة وكدمات واضحة أو حالات النزيف.
2- مرحلة التبليغ: بعد التأكد من أن الحالة تعرضت للعنف الأسري فإن على من يكتشفها سرعة التبليغ إلى الجهات التي تتعامل مع هذا الأمر. كالشرطة أو إدارة حماية الاسرة أو المنظمات الحكومية التي تتابع هذه الامور .ويتم التبليغ هاتفيًا أو عن طريق تقديم الشكوى مباشرة إلى مثل هذه الجهات أو بالبريد الإلكتروني.
3- مرحلة التقييم الأولى: يتم فيها تقييم الحالة ومعرفة شدتها ومدى الإصابة التي يعاني منها الفرد. ويتم في هذه المرحلة أيضًا جمع معلومات عن الجاني.
4- مرحلة الاستجابة: يتم فيها التعاون بين الخبراء المختلفين كالطب الشرعي والقضاء والأخصائي الاجتماعي، لدراسة الحالة لوضع التقرير النهائي وتحديد الإجراءات.
5- مؤتمر الحالة: هنا يتم لقاء جميع الاطراف بما فيهم أسرة الضحية والطبيب الشرعي والشرطة وخبراء التأهيل والعلاج من اجل وضع تقرير نهائي للحالة تحديد الحالة ودرجة الخطورة، وتأمين الحماية من التهديد او الأذى.
6- مرحلة التدخل: ويتم التدخل من قبل خدمات الرعاية والعلاج او خدمات التاهيل والعلاج النفسي.
7- مرحلة التحقيق والمحاكمة: تبدأ هذه المرحلة من وصول البلاغ عن وجود حالة عنف للشرطة وبعدها يتم التحويل لخدمات الرعاية والحماية.
8- مرحلة التحويل والرعاية والحماية: هنا يصدر القرار القضائي الذي يقضي بضرورة تحويل الحالة إلى جهات متخصصة في تقديم خدمات معينة للضحية.
9- مرحلة التقييم والمتابعة: مراجعة وضع الحالة ومدى استفادتها من الخدمات التي قدمت لها ومعرفة أثر البرامج المتخصصة التي قدمت لها.
10- مرحلة العودة للأسرة والاندماج المجتمعي والرعاية اللاحقة: هنا عملية المتابعة لا تتوقف عند هذا الحد فيجب أن نعرف مدى تكيفه مع بيئته ومدى استجابته لما تعلم وقدرته على تطبيق هذه الخبرات في ميادين الحياة المختلفة.
المرجع: سيكولوجية العنف ضد الاطفال، د/رشاد موسى،د/زينب زين العايش، القاهرة: عالم الكتب، 2009.