[أشكر طارح الموضوع على هذا الموضوع المتميز و الذي يمس في مضامينه شخصية الطالب العماني و التي بالفعل تحتاج إلى تدعيم و تشجيع و الأخذ بيده نحو اكتشاف قدراته و مهاراته و مساعدته على كشف المجهول و تكوين قاعدة علمية و ثقافة مستندة على أسس علمية و منهجية و ليست على الثقافة التي تعطيه إياه شاشات التلفاز والجرائد و المجلات التي لا تعطيه إلا قشور من المعارف و تقفل عقله عن التفكير و الإبداع، و تقع هذه المسئولية الكبيرة على عاتق كل من الأسرة و المدرسة و المجتمع نفسه. و سأتناول في ردي هذا دور كل من الأسرة و المدرسة....
فدور الأسرة يكمن في الآتي:
الأسرة هي اللبنة الأساسية في تشكيل أفراد المجتمع و التي تساهم بدور فعال في تشكيل شخصية الفرد و تنميتها، فمن الواجب على الأسرة أن تلقي اهتمامها على كل فرد من أفرادها و تعمل على مساعدته على تكوين شخصية مستقلة قادرة على التفكير و العمل و الابداع، حيث تعد السنوات الأولى التي يقضيها الطفل في منزله من أكبر المؤثرات المسؤولة عن تشكيله في المستقبل؛ ذلك أن المجتمع المنزلي يعد أول مجتمع ينمو فيه الطفل ويتصل به ويستنشق الجو الخلقي منه، بل إنه ومن خلال الجو العاطفي الموجود في البيت فإن الطفل يعتمد على والديه في أحكامه الأخلاقية وفي مَدِّه بتقاليد وعادات وأعراف مجتمعه و اتجاهات و تكوين فكر ابداعي يفيد به العالم.
فمن الأدوار التي يجب أن تمارسها الأسرة ويضطلع بها المنزل قبل وبعد سن دخول المدرسة:
-العنايةُ بالنمو الجسمي من خلال رعاية الطفل صحياً؛ وذلك باستكمال أسباب الصحة في الغذاء، والراحة الكافية، والمسكن الملائم، والرعاية الصحية الوقائية.
-ومن الأدوار كذلك العناية بالنمو العقلي الذي يتأتى للطفل من خلال اكتسابه للغة الأم في المنزل، وما يتبع ذلك من توسيع لمداركه وزيادة لمعارفه، كذلك فإن من أهم الأدوار الوظيفية التي تمارسها الأسرة هي إشباع حاجات الطفل النفسية.
-تطوير نوع من العلاقات الحميمة القائمة على الحب والاحترام المتبادل بين الطفل ووالديه والأفراد المحيطين به في الأسرة.
-البعد عن استخدام أساليب التخويف, وإبعاد الطفل عن مكامن الخوف وخاصة الخوف من الوقوع في الأخطاء وترك الفرصة للطفل ليقوم بمحاولاته المتعددة, حيث أن الخوف من الوقوع في الخطأ يعيق العملية الإبداعية. وينبغي أن يكون تعليم وتدريب الطفل بشكل هادئ يقوم على التسامح والتغاضي في حالة الخطأ ودفعه إلى مزيد من الاكتشاف والتجريب, وهذه تشكل أحد أساسيات التفكير الإبداعي.
-حث الطفل على استخدام الخيال وتجاوز الأشياء المحسوسة المألوفة, والتحرك بحرية بين الواقع والخيال, ومحاولة تكوين افتراضات وتكوينات خيالية, واستخدام أسلوب الدعابة والمرح وجعل الطفل يشعر بحالة من الاسترخاء مما يساعد على مزيد من التحـلل الالتـزامات الواقعية المحيطة, ومساعدتهم على تحمل صور الغموض المرافقة للمواقف الخيالية. فارتباط الطفل بالأمور الواقعية وبشكل مستمر يجعله لا يرغب أو يستحسن التفكير الخيالي.
-تربية الطفل على المرونة في التفكير وعدم التصلب, وترك الحرية للاختيار واتخاذا القرارات, ومحاولة غرس حلول جديدة, وعدم الاعتماد على حلول مسبقة قد يجدها الطفل جاهزة وسهلة لاستخدامها وبالتالي لا يكلف نفسه بعناء التفكير والبحث عن طرق وأساليب أخرى, فمن الأهمية تشجيع الطفل على الاستقلالية في الوصول إلى حلول جديدة ومتنوعة للموضوعات والمشكلات التي يواجهها بشكل منفرد, وعدم الاعتماد على الآخرين لإيجاد تلك الحلول.
ينبغي أن تكون توقعات الآباء والأمهات لأداء الأبناء ليست بالمنخفضة بحيث يدفع الطفل إلى الشعور بضعف الثقة بالنفس وعدم الإحساس بتقدير أدائه, ومن جهة أخرى يجب أن لا تكون أيضاً توقعاتهم مرتفعة لأداء أبنائهم بشكل كبير بحيث يشعر هؤلاء الأبناء بالعجز والإحباط في حالة عدم الوصول إلى تلك التوقعات, فضغـوط الأهالي للوصول إلى أداء عالٍ وبشكل مستمر يعرض هؤلاء المبدعين إلى كثير من الإحباط والقلق والتوتر للوصول إلى المستوى الذي يتطلع إليه آباؤهم وأمهاتهم وبالتالي ينعكس سلباً على إبداعاتهم وطريقة تفكيرهم وإنجازاتهم. فالشخص المبدع يحتاج إلى بيئة تتميز بمستوى منخفض من القلق والتوتر والضغوط المختلفة.
البعد عن المشاحنات الأسرية والنزاعات بين أفراد الأسرة وتحقيق مناخ يسوده الاطمئنان والألفة. وعدم وضع شروط للقبول للأبناء في الأسرة على أساس الإنجاز أو التحصيل الأكاديمي ولكن قبولهم كأبناء يشعرون بالدفء والحب الأسري بغض النظر عن سلوكياتهم, وتحقيق بيئة آمنة تحقق الراحة والاسترخاء مما يدفع إلى مزيد من الخيال للوصول إلى إبداعات ذات طابع فريد وأصيل .
تعددت الأبحاث والدراسات التي تناولت الأساليب التربوية المناسبة لتنمية القدرات الإبداعية لدى الأبناء, حيث أظهرت نتائج تلك الدراسات أن التربية المتوازنة القائمة عـلى الاحـترام والتقـدير للطـفـل وإعـطائـه الحرية في طرح أفكاره وآرائه من خلال نقاشاته وحواراته,يغرس الثقة بالنفس والشعور بقيمة الذات, ويدفعه إلى السلوك الاستقلالي, ويرفع من دافعيته وحبه للاستطلاع ويشجعه على الانفتاح على تجارب أخرى جديدة.
أوصت بعض الدراسات بعدة أساليب للتعامل مثل عدم المبالغة في الثناء والمدح للطفل المبدع وتفضيله على من حوله من أخوة، فهذا قد ينعكس سلباً على إبداعاته فقد يشعر بالتميز وبالتالي يكون مشغولاً بالمكانة التي حققها داخل الأسرة، ويبدأ يستمد قوته منها، ويبتعد عن تطوير إبداعاته، وقد أشار ويب وميكسترروث وتولان ( Webb, Meckstroth &Tolan, 1982 ) إلى أهمية أن يشعر المبدع باستحسان الآخرين والشعور بأهميته من خلالهم ولكن
ألا يؤثر عليه سلباً في إبداعاته وتوافقه مع الآخرين.
ولقد أكد ديفيس ( Davis, 2003 ) على أهمية غرس السلوكيات من خلال التربية الأسرية حيث أورد العديد من الخصائص اللازمة للعملية الإبداعية وما يقابلها من سلوكيات ينبغي إشباعها ومراعاتها عند التعامل والتفاعل مع الطفل وخاصة في المراحل الأولية من عمر الطفل، ومتابعتها خلال مراحل النمو المختلفة سواء كان داخل الأسرة أو عند التحاق الطفل بالمدرسة.
faculty.ksu.edu.sa
دور المدرسة:
"فالمدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي أنشاها المجتمع لتقابل حاجة من حاجاته الأساسية وهي تطبيع أفراده تطبيعاً اجتماعياً يجعل منهم أعضاء صالحين وأصبحت هي الوحيدة القادرة على توفير الفرص الكافية لإكساب تلاميذها الخبرات التعليمية و تكشف ميولهم واستعداداتهم و تستثمرها وتعد كل فرد للمهنة التي تناسبه و أصبحت ترسم الخطط لتلاميذها ليتعلموا الاعتماد على النفس في سن مبكرة كما أصبحت نقطة الالتقاء للعلاقات العديدة و المتداخلة والمعقد ولذا أصبحت قوة اجتماعية موجهة تعمل على بناء الشخصية السوية وإكساب التلميذ الخبرات التي تهيؤه لمواجهة تحديات الحياة الاجتماعية.و يأتي هذا الدور من خلال الأنشطة الطلابية و التي تلعب دورا فعالا في تنمية شخصية الطالب، حيث تكمن هذه الأهمية في الآتي .:
إسهام النشاط الطلابي في تنمية الخلق الحسن والمعاملة الطيبة و السلوك المستقيم.
•إسهام النشاط الطلابي في تعديل السلوك الغير سوى وتطبيق القيم والمفاهيم الإسلامية كحب الآخرين والنظافة
•يسهم النشاط الطلابي في تنمية الاتجاهات المرغوب فيها مثل اعتزاز الطالب بدينه.
•يسهم النشاط الطلابي في كشف الميول والمواهب والقدرات لدى الطلاب.
•يسهم النشاط الطلابي في توثيق الصلة بين الطالب وزملاءه وبينه وبين معلميه وإدارة المدرسة والأسرة والمجتمع من جهة أخرى
•هيئ النشاط الطلابي للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة
•يعزز النشاط الطلابي لدى الطالب الاستقلال والثقة في النفس والاعتماد عليه وتحمل المسئولية..
•يجعل النشاط الطلابي المدرسة أكثر جاذبية للتلاميذ .
يسهم النشاط الطلابي في رفع المستوى الصحي عند التلاميذ
•يساعد النشاط الطلابي التلاميذ في تنمية مهارات الاتصال لديهم من خلال تدريبهم على كيفية التعبير عن الرأي ، وضرورة احترام الرأي الآخر، و توزيع الأنشطة حسب ميولهم ورغباتهم.
/www.arab-acrao.org .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/font]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ