يواجه الأهل أثناء تربية أطفالهم الكثير من المواقف الصعبة والحرجة, وقد يصلون إلى مشكلة معينة عند التعامل مع الطفل في موقف معين, يكون من الصعب عليهم اتخاذ القرار الصحيح والصائب.
ومن الحالات الصعبة التي يتعرض لها الأبوين عند التعامل مع الأطفال مشكلة عناد الطفل وتشبثه برأيه والرد على كل ما يقال إليه بكلمة لا, والحقيقة أن التعامل مع مثل هذا النوع من الأطفال صعب جداً وأحياناً ينفذ صبر الأبوين قبل أن ينفذ صبر الصغير, ومع ذلك يوجد العديد من الطرق التي لا تخلو من الصعوبة ولكنها بالنهاية تجدي نفعاً مع الصغير العنيد.
وبداية على الأبوين أن يعلموا بأن كل طفل لا يخلو من حد معين من العناد, لأن من طبيعته أن يختبر البيئة المحيطة به لكي يتعرف على مدى صلاحياته, وذلك من خلال الاعتراض والقيام بما يريد هو بغض النظر عما يقوله أبويه, وهنا تأتي مهمة الأبوين في تهذيب الطفل ووضع الحدود التي يجب أن لا يتجاوزها, وكلما تم إتباع هذا الأسلوب بوقت مبكر كلما جاءت النتائج إيجابية أكثر.
وإن الأسلوب الأمثل للتعامل مع الطفل العنيد الذي يصر على فعل أشياء يرفضها والديه يكون من خلال ثلاث خطوات, أولها إخبار الطفل بكل هدوء وحسم أنه يجب أن يتوقف عن السلوك المرفوض كما يجب أيضاً أن لا يكرره لأنه غير مقبول نهائياً, وفي حال أصر الطفل ولم يستجيب للتنبيهات الأولية لا بد من تكرار الطلب منه بأن يتوقف عما يفعله وهذه المرة يمكن تهديده بالعقاب إن لم يستجيب, وأخيراً إذا استمر الطفل في عناده فيجب القيام بمعاقبته بشكل فعلي.
وطريقة العقاب يجب أن لا تتضمن ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة وقاسية, بل تكون من خلال حرمانه من الأشياء التي يحبها ويرغبها مثل مشاهدة التلفاز أو منع المصروف عنه, وبهذا يعلم الطفل بأن الأهل يعنون بالفعل ما يقولونه وأنه يجب أن لا يستمر في عناده الذي لا مبرر له.
ويعتبر الحسم والهدوء في مثل هذه المواقف مهم جداً, ومن الضروري أيضاً أن يتم الثبات على المبدأ عند التعامل مع الطفل, أي يجب أن يتفق الأبوان مسبقاً على ما هو مسموح وما هو غير مسموح بالنسبة للأطفال, على أن لا يقبل الأب شيء ترفضه الأم والعكس صحيح, كما يجب أن لا يتم التغاضي على شيء فعله الطفل اليوم ثم يتم معاقبته على نفس العمل في اليوم التالي.
ومن جهة أخرى يجب أن لا يخلو هذا الأسلوب من بعض الحرية والخيارات التي يمكن إعطائها للطفل والتي لا تضر بمصلحته أو بمصلحة من حوله, لأنه من الضروري أن يستطيع الطفل تكوين رأيه الخاص, واتخاذ قرارات خاصة به, فهذا يمثل جانباً هاماً في نمو شخصيته بشكل صحيح وسليم.