ا
التخريب سلوك مشكل يختلف عن تحطيم الأشياء بهدف حب الإطلاع الذي يمارسه الأطفال الصغار .فالتخريب مشكلة سلوكية تشير إلى قيام الطفل بتدمير وإتلاف الممتلكات وتحطيمها بصورة متكررة رغم التحذيرات والتنبيهات المتكررة ومن مظاهر التخريب قيام الطفل بتحطيم الألعاب والمقتنيات الثمينة في البيت وإتلاف المقاعد ولعل أخطرها إشعال الحرائق حيث يمكن القول إن الأطفال الذين يشعلون النار كعمل تخريبي غالبا ما تظهر لديهم متجهة للخارج كالنشاط الزائد والمعاندة والعدوان.
فالتخريب سلوك لا اجتماعي قد يمارسه طفل لوحده أو في جماعة من الأطفال ويظهر هذا السلوك كرد فعل لأحداث معينة يكون هذا السلوك المشكل سمة مميزة لبعض الأطفال أو جماعة منهم وفي هذه الحالة يكون سلوك التدمير والتخريب وصل إلى درجة متقدمة قد يصاحبه أعمال الانحراف الاجتماعي كالسرقة والعنف والعدوان وهذا ما يستدعي تضافر أجهزة المجتمع ومؤسساته كافة للتدخل للحد من هذه الظاهرة وعلاجها ومن الأسباب التي تفسر سلوك التخريب المعتمد ما يأتي :
• الإثارة والتسلية : فقد يقوم بعض الأطفال والمراهقين بتدمير بعض الممتلكات وخصوصا المرافق العامة كأكشاك الهواتف العمومية أو أعمدة الإنارة بقصد التسلية أو الحصول على إعجاب الرفاق. ويلاحظ شيوع هذه الظاهرة لدى الأطفال في الفئة العمرية ما بين (10-15) عاما حيث تكثر أعمال التخريب هذه في أوقات العطل المدرسية أو ساعات المساء المتأخرة من الليل.
• الإحباط: يحدث الإحباط عند وجود عائق يحول دون الطفل وإشباع رغباته مما يولد لديه استجابات قوية كمشاعر الغضب والعدوان إذ يقوم الطفل أحيانا بصورة فورية بتدمير أو تخريب بعض ممتلكات الأسرة وخاصة تلك التي تخص الأشخاص الذين كانوا مصدرا لإحباطه.
• العداوة : يلاحظ في هذا الجانب قيام بعض الأطفال بأعمال التخريب والتدمير بشكل مخطط وبدافع العداء أو الانتقام وهذا النوع من التخريب يعد من أكثرها خطورة إذ يمكن أن يؤدي إلى إلحاق أذي وخسائر مادية كبرى في الممتلكات إضافة إلى إمكانية إلحاق خسائر بشرية بالأرواح بفعل هذه الأعمال التخريبية.
• الاضطراب الأسري: فالصراعات ما بين الزوجين وإتباع الوالدين أساليب التربية غير السليمة إضافة إلى ما تعانيه الأسرة من ضغوط نفسية قد تقف وراء أعمال التخريب التي يقوم بها الأطفال.
من الضروري قيام الآباء والمربين بالعمل الجاد للحيلولة دون أطفالهم والقيام بأعمال التخريب والتدمير العبثية وذلك من خلال إتباعهم أساليب التربية الوالدية الصحيحة وبخاصة تحسس مشكلات أطفالهم والأشراف على نشاطاتهم ومساعدتهم على مواجهة ضغوط الحياة والدراسة بصورة فاعلة إيجابية.
أما معالجة سلوكيات التخريب اللااجتماعية فإنها تتطلب تعاون الجهات العاملة في ميدان رعاية الطفولة التربوية والنفسية والاجتماعية لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيا واجتماعيا ومهنيا كي يتمكنوا من مواصلة حياتهم بصورة سوية.
وهنا ينبغي علينا كإخصائيين اجتماعيين أن نعمل على ابتكار إستراتيجيات للحد من هذه المشكلة وإشراك بقية المؤسسات للتعاون في حلها.
(مشكلات الأطفال وطرق علاجها, 2004م, نزيه حمدي وآخرون, ط2, منشورات جامعة القدس المفتوحة, ص269-272)