من المعروف أن المدرسة هي البيت الثاني للمتعلم بعد الأسرة والمنزل، كما تعد أيضا من أهم مؤسسات المجتمع ويتوقع منها أن تقوم بأدوار عديدة في مجال تربية الطلاب تربية سليمة، وشاملة لكافة الجوانب، ولا يقتصر دورها على جانب واحد فقط مثل تزويدهم بالمعارف، والمعلومات؛ فإضافة إلى الاهتمام بالجانب المعرفي فهي مسؤولة عن إكسابهم المهارات المختلفة بصورة وظيفية لكي تعينهم على التكيف مع مجتمعهم، ومتطلباته المتغيرة.
وقد يختلف مفهوم المدرسة عند كثير من الناس عن المفهوم الصحيح لها، فعندما يسمع بعضنا كلمة "مدرسة" أول ما يتبادر لذهنه المبنى المدرسي فقط، وهذا فهم غير صحيح، فمفهوم المدرسة أشمل من ذلك، ويشمل كل ما يحتويه البناء المدرسي من هيئة إدارية، وموظفين، ومعلمين، ومتعلمين،وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين وإمكانات مادية أخرى كالفصول الدراسية، والمختبرات العلمية وغيرها .ونظرا لهذا فلا شك أن وجود المشكلات والصعوبات التي تعيق العملية التعليمية يعد أمر طبيعي لاختلاف الاجيال والثقافات وأساليب الحياة . وهنا يأتي دور الخدمة الاجتماعية للتدخل من أجل ايجاد حلول لما يتعرض له أعضاء العملية التعليمية من ضغوطات نفسية أو اجتماعية . ولكن من الملاحظ أن تركيز الوزارات ومؤسسات التعليم ينصب على الطالب نفسه كونه محور العملية التعليمية وكونه المستهدف بالدرجة الاولى . يحتم علي هذا الاتجاه نحو الطالب الوقوف على سؤال محدد وهو : ألا يعاني المعلم نفسه من ضغوطات وظروف نفسية كانت أو اجتماعية؟؟ ألا تؤثر المشكلات التي قد تواجهه في حياته الشخصية أو المهنية على الطالب ومستقبله؟؟ ألا يوثر ذلك على أسلوب شرحه وتقديم المعلومة للطالب؟؟
ونظرا للعلاقة الوثيقة بين الطالب والمدرس لابد أن نتوقع تأثيرأحدهما على الأخر ولاسيما حينما يعاني أحد الطرفين من مشاكل شخصية ، ومن هنا ومن وجهة نظري الشخصية لا جدوى من معالجة مشكلات الطالب وحده لان مشاكل المدرس تؤثر بدورها نفسيا على الطالب وبالتالي ضعف التحصيل الدراسي له . فتقبل الطالب للمدرس وحبه له واحترامه يعتمد على أسلوب المدرس وامكانية فصل حياته الشخصية عن حياته المهنية . ولكن للاسف هناك بعض المدرسين من لا يستطيع ذلك والطالب هو من يدفع الثمن !!!
وحين نتحدث عن دور الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي فإن ذلك يتضمن دوره مع الهيئة التدريسية كذلك لما لها من دور فعال في دفع المسيرة التعليمية وتحفيز الطلاب على العطاء والتميز . وكما نسعى نحن الاخصائيون لاكتشاف مواهب الطلاب وصقلها واشراكهم في النشاطات والمسابقات واكسابهم قيم سلوكية واخلاقية وسلوكيات مرغوبة وتنمية القدرات والابتكارات ومعالجة المعوقات فلا مانع من التكرم على المعلمين ببعض هذه النعم والحرص على تكوين قدوة مثالية للطلاب . نظرا لأهمية المعلم في حياة الطالب . من جانب اخر أرى أن هناك ارتباط بين دور الاخصائي مع المعلم ودوره مع الطلاب أنفسهم حيث ان الاخصائي قد يتمكن من تعديل سلوكيات طالب أو غرس سلوكيات جديدة مرغوبة أو معالجة أمر ما يتعلق بطالب ما عن طريق غرسها في المعلم وبالتالي انعكاسها على الطلاب .
من وجهة نظركم :
ما مدى حاجة المعلم للأخصائي الاجتماعي؟؟