قبل أن ندلي برأينا حول اذا كانت هذه الظاهرة موجودة في مدارسنا أو لا ، لابد لنا اولا أن نتعرف على هذه الظاهرة ، ومن خلال قرائتي
عنها في مختلف المواقع الالكترونية والمقالات هذه نبذة توضح حصيلة المعلومات التي جمعتها .
ماهو التنمر ؟
« التنمر» هو جملة من التصرفات والأفعال التي يمارسها فئة من الطلاب أو الطالبات بشكل منظم تجاه طالب أو طالبة معهم في الصف أو في المدرسة ويكون ذلك من خلال عبارات وتصرفات وكلمات منها مثلا.. إطلاق كلمات استهزائية متكررة عن (اللون أو عن الشكل أو عن الوزن أو عن الملابس أو عن طريقة الكلام) وذلك بشكل استهزائي واستفزازي وبصوت عال مسموع من الآخرين من باب الغيرة... أو من خلال النعت بمسميات مختلفة للطالب أو الطالبة «الضحية». أو من خلال اختلاق القصص والمواقف لإيقاع الضحية في المشاكل مع الآخرين. أو أن يطلب من الآخرين عدم مصادقة الطالب أو الطالبة لمبررات مختلفة أو يتعمدون عدم مشاركته في أنشطتهم وينفرون منه.أو يطلقون عليه او عليها النكات الاستهزائية.أو التهديد والتخويف بعدة أساليب حتى خارج المدرسة... وقد يضربونه أو يدفعونه داخل ممرات الصف أو المدرسة...أو ينشرون حوله الإشاعات بعدة أساليب سواء بالجوال أو بالانترنت داخل المدرسة وفي خارجها... وما إلى ذلك من ممارسات..
* أشكال التنمر :
التنمّر يتخذ أشكالا متعددة. إذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، أو استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما أو تحقيره)، أو جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الإعلام الإلكترونية فإن أنواعا جديدة من أعمال الترهيب أخذت تنتشر أيضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الإلكتروني».
حجم المشكلة :
هذه المشكلة أو هذه القضية تنمو وتستمر بخفية تامة في ظل إهمال من الوالدين وإهمال من المدرسة ومن الاخصائيين الاجتماعيين الذين غاب دورهم كلياً في هذا الشأن وهذا الغياب له مبررات أخرى أهمها قلة خبرة ودراية بعض الاخصائيين الاجتماعيين بخفايا هذه القضية في المدارس ولأنها ظاهرة تمارس بحذر شديد بعيداً عن أعين هؤلاء الاخصائيين وهي ممارسة قد تمد إلى خارج أسوار المدرسة؟!.
والى الآن لم تتعرض هذه الظاهرة الى دراسة معتمقة سواء في السلطنة أو دول الخليج ولكن بدأ الاهتمام فيها في الآونة الأخيرة من خلال طرح هذه القضية في ندوات أو أوراق العمل وكذلك في مقالات .
نتائج التنمر :
أما نتائج المشكلة على الطفل الضحية:
1. الخوف من الآخرين :خوف الطفل من الآخرين يؤدي إلى الوحدة التي تصبح مقترنة بالأمن والمتعة، بينما يقترن الاتصال بالرفاق بالألم، مايؤثر على صورة التفاعل الاجتماعي للطفل في المستقبل، ويصبح غالبا شديد الحساسية ويتوقع استجابات سلبية من الآخرين.
2. استغلال الآخرين له: مثل أن يطلبوا منه الشراء لهم من نقوده، أو القيام بأعمال لهم ليرضوا عنه.
3. كره المدرسة: يصبح الذهاب إلى المدرسة مقترنا بشعور الطفل بالعجز والنبذ، لذا فإنه يقاوم الذهاب إلى المدرسة، وقد يتظاهر بالمرض من أجل ذلك.
4. الانطوائية أو العدوان: هؤلاء الأطفال يصبحون عرضة للعزلة والانطوائية أو ميالين للعدوانية، ويظهر ذلك في العدوان على الأخوة أو الأطفال الأصغر سناً.
5. استمرار الاستضعاف : قد يتحول الطفل الضعيف في المدرسة إلى ضحية في البيت أو مع الجيران، أحيانا.
6. الشعور بالعجز: الطفل هنا يتصور أن العالم قسمان (أنا) و(هم).
7. شخصية غير سوية: استمرار استضعاف الطفل قد يجعل منه مستقبلا شخصية غير سوية، عرضة للإخفاق في المدرسة أو المجتمع.
علاج التنمر :
إن علاج قضية «التنمر» والوقوف على أبعادها يتطلب أولاً قناعة تامة بوجودها بعيداً عن «النفي» المستعجل والرفض القاطع بها.. ومتى ما توفرت هذه القناعة فإننا نكون قد وضعنا أولى خطوات الوقوف على أبعادها كمشكلة ومن ثم وضع الحلول اللازمة لعلاجها بطرق شتى أهمها الصراحة التامة بين الطالب والطالبة ووالديهما أو أخوانهم الأكبر سناً منهم.. ومتابعة الأسرة لحالة الطالب أو الطالبة أولاً بأول من خلال تبادل أخبار المدرسة وبصفة يومية منهم ليعرف الآباء والأمهات أو أرباب الأسر من ابنهم أو ابنتهم الكثير مما يحدث في المدرسة وهنا تقف الأسرة على أولى خطوات المشكلة وتداركها.. الجانب الآخر في العلاج هو التوعية الإعلامية من خلال تكثيف البرامج المتخصصة الإعلامية التي يجب أن تبحث عن حالات التنمر وتقابل عدداً من الطلاب والطالبات سابقين أو حاليين ليتحدثوا عن هذه القضية سواء كانوا من ضحايا التنمر أو ممن مارسوا هذا التنمر.. وتطرح قضاياهم على المجتمع.. أيضاً تفضيل الإدارات المتخصصة في قطاعات التعليم التي تعنى بالوقوف على مشاكل الطلاب والطالبات في المدارس في مثل هذه الحالات والقضاء على أي ممارسات «إستقواء طفولية» وعلاجها بالطرق المثلى. المهم أن ندرك أن هناك مشكلة!!.
بإنتظار ردودكم ورأيكم حول هذا الموضوع