ظاهرة الغش في الامتحاان ...
يعتبر الامتحان المعيار الأساس الذي لا يزال يُعتمد عليه في تقييم الطلبة. وعلى الرغم من أهميته لم يطرأ على صيغة تمريره أي تغيير جوهري في منظومتنا التربوية، حتى أصبح يطرح إشكالا على مستوى تكافئ الفرص، وأيضا على مستوى تحديد الكفاءات المستحقة للنجاح.. هذه الإشكالات تسبب فيها تفشي ظاهرة الغش التي سوت بين المجتهد والمتهاون والضعيف.. فهل يمكن القول على أن الامتحان فقد قيمته ولم يعد ذلك المقياس الصحيح والحقيقي لتقييم مستوى المتمدرس؟؟؟
أسباب ودواعي ...
مما لا شك فيه، أن الغش سلوك منبوذ أخلاقيا وتربويا وتفشيه في النظام التعليمي هو مؤشر على أن المنظومة التربوية تعاني اختلالات في تركيبتها البشرية والبيداغوجية. وما الظاهرة إلا نتاج لتردي مستوى طلاب أفرزتهم سياسة تعليمية بُنيت على استيراد مناهج التدريس التي لا تتلاءم مع بيئتنا وقيمنا، وافتقار هذه السياسة إلى فلسفة تربوية تعتمد على تحديد الهدف والغاية من تعليم العنصر البشري في حدود الإمكانات المتوفرة…
إن أكثر ما يلفت الانتباه في ظاهرة الغش هو استعمال الطلبة للتقنيات الحديثة بذكاء في هذا المجال.. وتعاملهم مع هذه الوسائل جاء اعتمادا على النفس في الوقت الذي لا تزال مؤسسات التعليم تسجل ضعفا في استعمال التكنولوجيا الحديثة سواء من حيث توفرها أو من جانب تكوين مستعمليها..
ففي ظل انعدام مواكبة التطور الرقمي بشكل جدي في المدارس والذي يعرفه العالم، لجأ الطالب للاعتماد على نفسه في تعلم التكنولوجيا الرقمية، فكان للأسف في تعلمه مهتما بالجانب السلبي حيث تفنن وأبدع في النصب والاحتيال والغش في غياب التوجيه التربوي في هذا المضمار..
حلول آنية وأخرى على المدى البعيد....
لقد باتت الظاهرة تطرح نفسها بإلحاح لإيجاد مخرج لها حتى يتم إيقاف هذا النزيف الذي يزيد من تعميق جرح تدهور التعليم,, فلا بد من إجراءات آنية وأخرى على المدى البعيد..
فحاليا يقتضي الأمر الحزم والضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين بكل الطرق التي تجعلهم عبرة للأخرين،، ولا بد أيضا من منع الجوال داخل قاعات الامتحان وخضوع الطلبة للتفتيش الدقيق قبل ولوجها،، وتُمنح للطالب كل اللوازم التي سيحتاجها داخل القاعة وعند الانتهاء منها يسلمها للمراقبين.
وعلى المدى البعيد تحتاج منا كل الظواهر المسيئة للعملية التربوية وعلى رأسها ظاهرة الغش، إصلاحا تربويا مسؤولا تساهم فيه كل قوى المجتمع بدون استثناء في إعداد مشروع تربوي يتلاءم مع الإمكانات المتوفرة ويراعي خصوصياتنا مع الانفتاح على غيرنا في حدود ما يتناسب مع ما نهدف إليه ،، علينا أيضا أن نركز في إصلاحنا التربوي على تحديد رؤيتنا للإنسان الصالح الذي نريده لمجتمعنا ، والكيفية التي سنصل بها لتحقيق ذلك،، كما لا نكون مستعجلين في نتائج مشروعنا،، بل عند نهاية المدة الزمنية المخصصة له، نقوم بتقييم مراحله وندرس الإيجابيات والسلبيات التي اعترضتنا في مراحل التنفيذ وعلى غرارها يكون التجديد التربوي،، هكذا وبالتدريج نستطيع تكوين أجيال جادة تستهجن كل ما يتنافى مع الأخلاق الحميدة..
المصدر :
http://abdessadeq.maktoobblog.com