هذا الموضوع يحيرني كثيرا
وأكثر ما يحيرني فيه طريقة بعض أبناء الجامعة وليس المدرسة في الاقناع بأن الغش في بعض الحالات يكون مبرر ومنطقي فبعضهم يقول الدكتور يسمح للبعض بالغش ويري بعض الطلاب يفعل نفس الشيئ ولا يحرك ساكنا وعند هذا الوضع لماذا لا نفعل نحن نفس الشيئ اذا كان الدكتور لا يحرك ساكنا تجاه من يفعل ذلك؟؟
وبعض الطلاب يقول: المادة لا تسمح لنا بان نذاكرها جيدا والدكتور أو المحاظر لا يعطينا المعلومات التي يأتي بها في الاختبار فلماذا اذا لا نغشها ممن لديه خلفية عنها مسبقا؟؟
وبعضهم يقول: كيف يمكننا أن نذاكر مادتيين لاختبارين في يوم واحد مع ضغط الاختبارات في الايام السابقة وضغط الدراسة والمحاظرات طوال الايام التي سبقت الاختبارات؟
الا انني أرى أن هذا المنطق الذي يتبعه بعض الطلاب والذي يطلقو عليه الغايه تتبرر الوسيلة أرى أنه ناقص وهم بحاجة الى نوع من التبصير في هذا الخصوص.
والشيئ الآخر الذي ربما يؤلمني أحيانا في هذا الخصوص هو أنني أرى بعض الطالبات يخططن في طرق الغش وينفذن العملية وبعد ظهور النتائج يحصلن على معدلات عالية من غير عناء فيما أنا التي ذاكرت وتعبت لم أحصل على ذلك المعدل المرتفعا لذي حصلن عليه تلك الطالبات....
ولكن في النهايه أؤمن بأن الله لن يضيع عملي وجهدي...
أكثر ما يلفت الانتباه في ظاهرة الغش هو استعمال الطلبة للتقنيات الحديثة بذكاء في هذا المجال.. وتعاملهم مع هذه الوسائل جاء اعتمادا على النفس في الوقت الذي لا تزال مؤسسات التعليم تسجل ضعفا في استعمال التكنولوجيا الحديثة سواء من حيث توفرها أو من جانب تكوين مستعمليها..
حلول آنية وأخرى على المدى البعيد
"لقد باتت الظاهرة تطرح نفسها بإلحاح لإيجاد مخرج لها حتى يتم إيقاف هذا النزيف الذي يزيد من تعميق جرح تدهور التعليم,, فلا بد من إجراءات آنية وأخرى على المدى البعيد..
فحاليا يقتضي الأمر الحزم والضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين بكل الطرق التي تجعلهم عبرة للأخرين،، ولا بد أيضا من منع الجوال داخل قاعات الامتحان وخضوع الطلبة للتفتيش الدقيق قبل ولوجها،، وتُمنح للطالب كل اللوازم التي سيحتاجها داخل القاعة وعند الانتهاء منها يسلمها للمراقبين.
وعلى المدى البعيد تحتاج منا كل الظواهر المسيئة للعملية التربوية وعلى رأسها ظاهرة الغش، إصلاحا تربويا مسؤولا تساهم فيه كل قوى المجتمع بدون استثناء في إعداد مشروع تربوي يتلاءم مع الإمكانات المتوفرة ويراعي خصوصياتنا مع الانفتاح على غيرنا في حدود ما يتناسب مع ما نهدف إليه ،، علينا أيضا أن نركز في إصلاحنا التربوي على تحديد رؤيتنا للإنسان الصالح الذي نريده لمجتمعنا ، والكيفية التي سنصل بها لتحقيق ذلك،، كما لا نكون مستعجلين في نتائج مشروعنا،، بل عند نهاية المدة الزمنية المخصصة له، نقوم بتقييم مراحله وندرس الإيجابيات والسلبيات التي اعترضتنا في مراحل التنفيذ وعلى غرارها يكون التجديد التربوي،، هكذا وبالتدريج نستطيع تكوين أجيال جادة تستهجن كل ما يتنافى مع الأخلاق الحميدة.
".