إن الطلاب والطالبات الموجودين في المدرسة بشكل عام هم غالبا طالبات وطلاب عاديين يشكلون السواد الأعظم من الطالبات والطلاب إلا أن الأخصائية الاجتماعية قد تواجه في المدرسة بعض الالطالبات أو الطلاب الموهوبين ومن ثم فمن الضروري أن يتعرف كل أخصائي على خصائص هاتين الفئتين من الطالبات والطلاب حتى يتمكن من تقديم الخدمة الاجتماعية لهم على أفضل نحو ممكن ويتيحان الفرصة للوطن للإستفادة من كل أبناءه.
ظهرت بدايات الإهتمام بالموهوبين من الطلاب في حالات فردية يطلق على كل منها (الطالب المعجزة) بمعنى أن الاهتمام بهذا الموضوع كان متركز على عدد قليل من الأفراد الذين يعتبرون مختلفين كيفيا عن الأشخاص العاديين، مما يدعون لوصفهم بالمتفوقين عقليا.
ويعرف المتفوق عقليا بأنه الشخص الذي وصل أداؤه إلى مستوى أعلى من مستوى العاديين في مجال من المجالات التي تعبر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد، بحيث يكون ذلك في المجال موضعا لتقدير الجماعة التي ينتمي إليها كما يعرف الطالب المتفوق عقليا بأنه من لديه استعدادات عقلية تمكنه في المستقبل من الوصول إلى مستويات أداء مرتفعة في مجال من المجالات التي تقدرها الجماعة إن توافرت له الظروف المناسبة.
وقد تعددت المؤشرات التي تمكن من الحكم على الموهوبين أو المتفوقين عقليا ومن هذه المؤشرات توافر واحد أو اكثر مما يلي:
1- معامل ذكاء مرتفع يبدأ من 120 فأكثر ويجدد ذلك باستخدام أحد الاختيارات الفردية أو بوجود الطالب ضمن 1% من مجموعته.
2- مستوى تحصيلي مرتفعا يضع الطالب ضمن افضل 3-15% من مجموعته.
3- استعدادات مرتفعة من حيث التفكير الإبداعي.
4- استعدادات عقلية مرتفعة من حيث القيادة الاجتماعية.
5- مستوى عال من الاستعدادات العقلية الخاصة في مجالات الفنون التشكيلية او الآداب أو العلوم أو الرياضيات أو اللغات.
6- مستوى مرتفع من حيث المهارة الأكاديمية.
7- استعدادات عقلية من حيث التفكير الناقد.
ويمتاز الطالب المتفوق اكاديميا ببعض القدرات الخاصة في التعليم التي تميزه عن غيره من الطلاب في الأداء المدرسي وفيما يلي أهم هذه القدرات:
1- التفكير المتعمق في الفهم وإيجاد العلاقات بين المعلومات المعطاة.
2- التعرف على النماذج المختلفة الموجودة في البيئة، التي يعيش فيها وكذلك التعرف على الأنماط المختلفة من خلال خبرته وقراءاته.
3- استخدام مهارات التفكير العلمي.
4- التقويم الذاتي لأعماله وأفكاره وذلك لمحاولة توضيح أسباب الفشل أو النجاح في أداء عمله.
5- التصرف تلقائيا من خلال التوجه الذاتي فالمبادة في العمل وتوجيه الأسئلة والعمل باستقلالية من مظاهر هذه القدرة.
كما أنه هناك مواهب أخرى لا تقل أهمية من المواهب الأكاديمية والتي تتمثل في القدرة على التخيل والمهارات الحركية والمهارات الفنية وإقامة علاقات مع الآخرين والقدرة الإبداعية.
ولعل من المفيد أن نتذكر أنه إذا كان الطالب المتفوق عقليا يمتلك استعدادات عقلية ومزاجية، ففي مجال البيئة المدرسية قد يعاني الطلاب الموهوبون من عدم ملائمة المناهج والأساليب التعليمية التي يستخدمها الكشف عن مظاهر التفوق وعدم كفايتها.
مما يستوجب توفير الرعاية النفسية التوجيهية والإرشادية والإنمائية والوقائية والعلاجية لمواجهتها، ولمواجهة ما يترتب عليها من مشكلات أخرى.
ومن هنا تجب معاونة الأخصائي في الكشف عن الموهوبين من الطلاب، وفي تطوير الوسائل التي يعتمدون عليها في هذا الصدد، مما يتيح تحديد المستوى الادائي للطالب الموهوب في مجال موهبته، وفي دراسته عموما، كما يجب إشراك الأخصائيين في تخطيط البرامج والأنشطة المدرسية بحيث تقابل الاستعدادات المتنوعة للطلاب، والمشاركة في تقويمها والعمل على زيادة فعاليتها لتحقيق الهدف منها، ولمساعدة هؤلاء الطلاب على تنمية قدراتهم، وفهم حاجاتهم النفسية والمعرفية والاجتماعية.
هذا وأتمنى أن ينال هذا الموضوع على اعجابكم وأن يكون مصدر علم ومعرفة..
المصدر: كتاب 55 مهارة للأخصائية الناجحة، للكاتب هشام عثمان محمد، مركز الراية للنشر والإعلام، 2012م.