مما لاشك فيه أن هناك أسباب وقفت وراء دفع هذه الظاهره لتطفو علي سطح السلوكيات العربية بالرغم من شذوذها عن المنظومة القيمية لمجتمعاتنا وبالطبع علينا أن ندرس هذه الأسباب حتي نصل في النهاية لحلول واقعية نستطيع من خلالها إنقاذ بناتنا من مصير مظلم ويأتي علي رأس هذه الأسباب البعد عن الدين وتغيب المؤسسات الدينية الرسمية عن دورها في نشر قيم العفة والطهارة التي حث عليها الإسلام وتوضيح أحكام الشرع في التشبه بالجنس الأخر فها هو نبينا العظيم محمد يحذر الأمة من هذه الظاهرة منذ اكثر من 14 قرن فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ... "(رواه الألباني بسندٍ صحيح) ومن هنا نجد أن علي الدعاة والمؤسسات الدينية أن يقوموا بدورهم في إرشاد الطالبات الغارقات في بحور الشيطان وذلك عن طريق النزول للمدارس والتجمعات لهذه النوعية من البنات من اجل تقويمهن ، وإخراجهن مِنْ إطار الوقوع في شباك الرذيلة والأخطاء والضلالة .
1- مُجتمع ذكوري ويتمثلُ ذلك في أن كثير من أولياء الامور يتمسكون تمسكاً غريباً بالذكر ويهملون الفتاة وهذا مما يدفعُ في نفسها اليأس والشعور بالوحدة وعدم الإهتمام فتلجأ إلي ما قد يشعرها بالإهتمام وكما لا يخفى في أن أكثر مجتمعات العرب ذكورية أكثر مِنْ اللازم وهذا مُخالفٌ للإنصاف والدعوة للإنصاف بين الأبناء وما دعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث والاخبار النبوية الصحيحة الثابتة ، مما يؤثر سلبا علي بناتنا اللاتي يجدن أنه لا مجال أمامهن للحصول علي مكانتهن الاجتماعية إلا بالتشبه بالرجال كما أن البعض مازال يتعامل مع النساء علي أنهن درجة ثانية من البشر وذلك يخالف في مجمله الشرع الحنيف الذي ساوى بين الجنسين في التكاليف والحقوق بل أعطي للمرأة بعض الميزات للتماشي مع طبيعتها مثل عدم تحميلها مشاق النفقة .
2- فقدان الأسرة للدور التربوي الإرشادي الذي يجبُ على الأب والأم أن يكونوا عاملين عليه فإننا أيها الأخوة الكرام لابد أن نعلم أن الأب مدرسة والام كذلك فهم المرشدون لهم ولا يجعلنا هذا نُهمل طرفا ونقبل طرفا آخر ، فأصبحت الأسر في منطقة الخليج تعتمد في تربية أولادها بصورة كبيرة علي المربيات الأجنبيات اللاتي لا يعلمن شيئا عن قيمنا الإسلامية في حين تغافلت هذه الأسر عن مهمتها الأساسية وهي تربية أولادهم وإعدادهم كأفراد صالحين لمجتمعاتهم متناسين حديث النبي ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فكم نرى هذا واقعاً في حياتنا المعاصرة وقد غفل الكثيرون عن كونهم رُعاةٌ وسيئلون يوم القيامة عن رعيتهم التي إستوصوا عليها كما في لحديث الصحيح المذكور .
3- ولا نستطيع أن نتناسى الدور الخطير الذي يلعبه الإنترنت الغير مرشد والإعلام الفاسد في إفساد أخلاق بناتنا وشبابنا والذي يحضهم علي الرذيلة من خلال الكليبات الفاضحة والعارية والذي يظهر فيها التشبه بين الجنسين كما أننا لا ستطيع أن ننكر الدور الخبيث الذي يلعبه بعض الإعلاميين الذين يحرصون علي نشر الفساد من خلال برامجهم الشبابية التي تشعل نار الفتنة والشهوة ، كما أن دعوات إطلاق الحريات للمرأة بلا ضابط قيمي أو أخلاقي والتي يطلقها العلمانيون والشيوعيون ومن علي شاكلتهم ولهثنا وراء الغرب والتأثر بمنظومتهم القيمية الفاسدة كان لها نصيب من أسباب مثل هذه الظواهر الشاذة.
4- ضعف الوازع الديني الذي في أنفس كثير من الفتيات لا يعرفن ما يفعلن مِنْ الأفعال التي تنافي الشريعة الإسلامية الحنيفة التي أثبتت لنا حُرمة التشبه بالرجال والعلاقات التي تُنافي الفطرة الإسلامية فلا نعرفُ ذلك إلا بتغرب المنهاج العربية التي بينت للفتيات علاقاتٍ قد قامت بين فتاة وفتاة وخصوصاً الأجانب في الاغاني والمسلسلات ، فلا نكادُ ننفكُ نسمعُ بان الممثلة الفلانية أعلنت شذوذها وميلها للفتيات ! ولا يخفى ما يجري من تقبيل بين النساء في الأفلام والمسلسلات وهذه المسلسلات قد تغلغلت في بيوتنا والله المستعان ، فالماسونية قد توغلت في كُل وسائل الإعلام وكثل هذا يدفعُ إلي الوقوع في الأخطاء والضلالات هذه.