علاج التأخر الدراسي: إن الكثير من حالات التأخر الدراسي تعود لأسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لا بد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه والبحث عن الأسباب ومن ثم وضع العلاج المناسب. يتم علاج التأخر الدراسي عادة في إطارين: 1*توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية، صحية، اقتصادية، أو غيرها من الأسباب. 2*توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد التدريسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية ، وتكثيف الوسائل التعليمة ، والاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقات المهنية الايجابية بين المدرس والطالب. ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة والتي يمكن تقسيمها إلى نوعين هما: 1*خدمات وقائية: وتهدف إلى الحد من العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي وأهم هذه الخدمات: · التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب. · الخدمات التعليمية وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقة التدريس واستخدام الوسائل التعليمية، وعدم إهمال المتأخرين دراسيا. · خدمات صحية وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع ، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج المناسب. · خدمات توجيهية وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة ومساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستثمارها وتنمية الوعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيم والعادات الاسلامية وقد يتم ذلك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعية أو برامج الاذاعة المدرسية خاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات والمطويات. · خدمات ارشادية نفسية تتمثل في مساعدة الطلاب على التكيف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل حسب حالات التأخر . · خدمات التوجيه الأسرية وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وأيضا من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى وكذلك عند تشكيل مجالس الآباء والمعلمين...الخ. 2*خدمات علاجية وتهدف إلى إزالة العوامل المسؤولة عن التأخر الدراسي من خلال العلاج الاجتماعي، الارشاد النفسي، العلاج التعليمي. ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملا ولكنه طارئ حيث يقوم المعالج أو الأخصائي الاجتماعي بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود. العلاج الاجتماعي ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي: · إحالة الطالب إلى طبيب لإجراء الكشف عنه وتقديم العلاج المناسب. · وضع الطالب في مكان قريب من اللوح إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر. · نقل الطالب إلى أحد صفوف الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل أو العرج أو ما شابه ذلك. · تقديم بعض المساعدات العينية أو المادية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب. · توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو ، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء. · إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسيا. · نقل الطالب المتأخر دراسيا من صفه إلى صف آخر كجانب علاجي إذا اتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالصف. · إحالة الطالب المتأخر دراسيا إلى أحد العيادات لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية. الارشاد النفسي: وفيه يقوم المعالج او الاخصائي الاجتماعي بمساعدة الطالب المتأخر دراسيا في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من امكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والاسري والاجتماعي. ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب: -عقد جلسة ارشادية مع الطالب المتأخر دراسيا بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر. -تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسيا. -تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم إيجابي عنه. -تنمية الدافع وخلق الثقة في نفس الطالب المتأخر دراسيا. -إيجاد العلاقة الايجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسيا وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب. العلاج التعليمي: ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية بل بطريقة التدريس. ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي: *ارشاد الطالب المتأخر دراسيا وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عمليا. *مساعدة الطالب المتأخر دراسيا بوضع جدول عملي لتنظيم وقته. *متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسيا. *عقد لقاء أو اجتماع مع المعلم الذي يظهر عنده تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذلك التأخر. من كتاب الخدمة الاجتماعية التعليمية، د. فيصل محمود الغرابية، الأردن، الجنادرية للنشر والتوزيع، 2012، ص 179-184.