" تعد المدرسة البيئة الاجتماعية الاساسية المهمة بعد الاسرة في تأثيرها على مستوى التحصيل الدراسي للطالب وتتمثل متغيرات البيئة المدرسية في: الادارة المدرسية، المدرسون، الزملاء، المواد الدراسية، الانشطة المدرسية المختلفة ( الصفية واللاصفية ) ومناهج وطرق التدريس. وقد تقدم الباحثون في هذا الميدان بمجموعة من الدراسات والبحوث التي تؤكد على أهمية البيئة الاجتماعية المدرسية عامة او بعض متغيرات هذه البيئة على مستوى تحصيل الطالب كدراسة كل من هولتزمان، وبراون التي توصلت إلى نتائج تفيد بوجود علاقة موجبة ودالة احصائيا بين اتجاهات الطلبة نحو ادارة مدرستهم، مدرسيهم، المواد الدراسية، والزملاء، ومستوى تحصيلهم الدراسي.
وتوصل بويل وبيرجن إلى نتائج تفيد بأن التلاميذ المتوافقين مع الاسلوب الديموقراطي الذي تمارسه ادارة المدرسة قد اظهروا حبا كبيرا لمدرستهم وحققوا مستوى تحصيل دراسي مرتفع على عكس التلاميذ غير المسايرين لهذا الاسلوب فقد اظهروا نقصا في تكيفهم الاجتماعي الذي انعكس بدوره على انخفاض مستوى تحصيلهم الدراسي.
ويشير خان إلى عوامل البيئة الاجتماعية المدرسية التي تؤثر على مستوى التحصيل الدراسي لدى طلبة المرحلة الثانوية وتوصل إلى نتائج تفيد بوجود علاقات موجبة ودالة بين اتجاهات الطلبة نحو عملهم المدرسي وتحصيلهم الدراسي.
ويذكر ويليامز في دراسته على عينة من الطلبة في المرحلة الثانوية والتي تكونت من مجموعتين، الاولى شملت ذوي الاتجاهات الموجبة نحو العمل المدرسي، والثانية اشتملت على ذوي الاتجاهات السالبة نحو العمل المدرسي، وأشارت نتائج الدراسة إلى تفوق افراد المجموعة الاولى في التحصيل الدراسي على أفراد المجموعة الثانية كما توصل البحث إلى وجود فروق دالة احصائيا في معاملات الذكاء بين أفراد المجموعتين لصالح افراد المجموعة الاولى.
ويشير محمود عطا حسين إلى أن الطالب المتفوق تحصيليا اكثر استحسانا للمدرسين ولديه عادات دراسية جيدة واتجاهات ايجابية نحو المدرسة.
وقد حاول بعض الباحثين في هذا الميدان التعرف على العلاقة بين الاتجاهات نحو المواد الدراسية وفي مرحلة دراسية معينة وبين التحصيل الدراسي كدراسة ليلى ناجي ودراسة نوال حمزة ودراسة تركي عيسى إلى وجود علاقات موجبة ودالة بين الاتجاهات والتحصيل الدراسي لمواد دراسية محددة.
وقدمت لمعان مصطفى الجلالي دراسة بعنوان اتجاهات الطلبة نحو العمل المدرسي وعلاقته بمستوى التحصيل الدراسي لدى طلبة المرحلة الثانوية واسفرت نتائج الدراسة عن وجود علاقات موجبة دالة بين مستوى التحصيل الدراسي وكلا من الاتجاهات نحو الادارة المدرسية، المدرسين، المواد الدراسية، الزملاء، والاتجاهات نحو الانشطة المدرسية.
وهكذا يتضح من نتائج الدراسات التي تمت في هذا المجال وجود علاقات موجبة بين عدد من اتجاهات التلاميذ نحو العمل المدرسي وبين التحصيل الدراسي وقد تأكدت من خلالها أهمية وجود علاقات جيدة بين التلاميذ أنفسهم وبين التلاميذ ومدرسيهم، مما يؤدي إلى تشجيع الطالب على مواصلة نشاطه المعرفي العقلي المتمثل في زيادة مستواه التحصيلي.
ويمكن تحديد خصائص البيئة الاجتماعية المدرسية للطالب المتفوق بوجود: ادارة مدرسية تتعامل مع الطلبة بأسلوب ديموقراطي وتتسم بتقبل الطلبة والتفاهم معهم لسير العملية التعليمية نحو الاتجاه السليم، ومدرسين ذوي الشخصية السوية المتمكنة علميا والذين يتبعون طرق التدريس المناسبة للمواد الدراسية التي يدرسونها والتي تشجع على تكوين اتجاهات ايجابية نحو المواد الدراسية وتجعل الطلبة مستمتعين بدراسة هذه المواد مما يؤدي إلى رفع دافعيتهم تجاه هذه المواد وبالتالي رفع مستواهم التحصيلي، وأنهم يستخدمون الانشطة الصفية واللاصفية في مواعيدها يشكل ملائم لرغبات الطلاب، كما أنهم والادارة المدرسية يقومون بتشجيع الطلبة على بناء علاقات صداقة بين طلبتهم وذلك من خلال الانشطة الاجتماعية والرياضية المختلفة، وتظهر أهمية هذه البيئة الاجتماعية السوية في المدرسة خاصة في المرحلة الابتدائية والمرحلة الاعدادية ". (1)
(1) لمعان مصطفى الجلالي، التحصيل الدراسي، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، الاردن، 2011م، ص99-102، (بتصرف).