من منطلق استخدام الشدة في المجال التربوي والقوانين والنظم المدرسية والتي تنعكس سلباً على الجوانب المختلفة في شخصية الطالب وبالتالي يظهر المشكلات المختلفة الواجب على الأخصائي الاجتماعي التنبه لها والوقوف جنباً الى جنب مع المعلمين وترسيخ الوعي بالأضرار الناجمة عن التشدد ومن ضمنه المبالغة في العقاب قررت طرح هذا الموضوع...
فلقد قدمت بحوث العالم الأمريكي ثورندايك ومن بعده سكينر الأساس السيكولوجي لعدم استخدام العقاب في تربية الطفل ،ويرى سكينر أن التعزيز الإيجابي هو المفتاح السحري لكل مشكلات التعليم حيث يؤدي العقاب الى ما يلي:
1.يؤدي العقاب الى كبت سلوك المعاقب عليه أو قمعه انفعالياً وليس الى محوه أو إطفائه.
2.نتائج العقاب تستعصي على التنبؤ.
3.بإنتهاء الحالة الانفعالية المرتبطة بالعقاب قد تظهر الاستجابات التي عوقبت من قبل بنفس قوتها السابقة ما لم تحل محلها استجابات جديدة تتم إثباتها.
4.قد يؤدي العقاب في بعض الأحوال الى تثبيت السلوك لا الى حذفه كما هو الحال في بعض صور السلوك العصابي.
5.قد يترتب على الاستخدام المستمر للعقاب عدد من الأخطاء فالمعلم أو المربي الذي يعتمد على العقاب قد يكون مضطرباً انفعالياً وقد يعبر عن عدوان مكبوت لديه بعقاب طفل أو شخص لا حيلة له وبالطبع قد يصدر من الطفل سلوك يستثير غضب الكبار ولكن خطر وجود الظلم الناجم عن العقاب قائم والأطفال لديهم حساسية شديدة ضد الظلم.
هذا وقد أشار ابن خلدون الى أثر المبالغة في إنزال العقاب بالطفل أو على حد تعبيره "إرهاف الحد في التعليم" حيث يؤدي العقاب الى انقباض النفس وهو دليل على انخفاض الروح المعنوية وعدم التفاؤل والعزلة والانطواء وفقدان الثقة بالنفس.
وخلاصة القول أن استخدام العقاب في نظر ابن خلدون يؤدي الى:
1.ضيق النفس وانقباضها والحزن والعلل والقنوط.
2.كسل التلميذ عن اكتساب الفضائل.
3.حمل التلميذ على الكذب والمكر والخديعة والتظاهر بخلاف ما يبطن.
4.قتل روح الشجاعة والكرامة في نفس التلميذ.
5.إفساد معاني الانسانية لدى التلميذ المتعلقة بالاجتماعية فالإنسان مدني بطبعه.
وأخيراً يتضح لي أن معظم المشكلات السلوكية والدراسية التي يقع فيها الطالب قد تكون المدرسة سبباً فيها من خلال نظمها المتشددة...وأرجو ممن يمتلك المزيد من المعلومات في هذا الموضوع أن يطرحها لإفادتي وإفادة الجميع
المرجع
د.عبد الفتاح العيسوي,فلسفة الاسلام في تربية الطفل وحل مشكلاته،ط1,دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر,الاسكندرية,مصر,2003م,ص169-171)