أريد أن أضيف لهذا الموضوع معلومة مرتبطة به وهي (الصراع الذي قد يحدث بين توقعات المسترشد وبين توقعات المرشد بخصوص أهداف علاقتهما)
حيث أن افتقارنا للفهم السليم لدور المرشد قلل من فعاليته في المدارس والمؤسسات . ويعود سبب ذلك إلى إخفاق المرشدين في تعريف دورهم بوضوح , بسبب الرغبة الجامحة لأسرار الآخرين ولاشباع حاجاتهم . ولكن معظم الذي يحدث في الإرشاد يكون نتيجة ما يتوقعه الفرد من المرشد .
فالمسترشدون يبحثون عن العلاج لأنهم يتوقعون أن يحل المرشد مشكلاتهم ليخبرهم إن كان يجب عليهم أن يتركوا المدرسة , أو أن يلتحقوا بجامعة حكومية مثلاً. ولكن المرشدين تحققوا أنهم لا يستطيعون إبلاغ الآخرين كيف يعيشون حياتهم , وهكذا ينشأ صراع منذ البداية بين توقعات المسترشد وبين توقعات المرشد بخصوص أهداف علاقتهما ,
وكذلك , تكون لدى المدرسة التي يعمل فيها المرشد توقعاتها بما يتعلق بالدور الذي سيؤديه . فهي تتوقع أن يمثل المرشد المؤسسة أو المدرسة , وأن يتفاعل مع المسترشدين بطريقة تحقق أهدافها حتى لو كان ذلك على حساب إهمال حاجات وأهداف المسترشد الفرد , الأمر الذي يشعر المرشد بالإحباط وبالذنب , ويشكو المرشدون بمرارة بالنسبة لإخفاق إدارة المدرسة في السماح لهم لتأدية أدوارهم بأكثر الطرق فعالية .
وإذا أراد المرشد أن يؤدي دوره بفعالية أكثر , فيجب أن يميز الحاجة لتوضيج أدواره وأن يوصلها للمسترشد وللمؤسسة.
المصدر : مقتبس من كتاب (الموجز في الإرشاد وتطبيقاته) للدكنور موسى عيسى برهوم