تختلف عملية المساعدة في خدمة الفرد تبعا لحاجات الافراد في مراحل النمو المختلفة وعلى ذلك يختلف علاج مشكلات الاطفال عن علاج مشكلات المراهقين.
ونوضح فيما يلي بعض الاعتبارات التي يمكن مراعاتها عند علاج الاطفال والمراهقين :
أولا- خدمة الفرد مع الاطفال الصغار:
يرمي الاتجاه الحديث في علاج مشكلات الاطفال إلى محاولة مساعدة الطفال لتقوية
قدراته حتى يستطيع التغلب على الظروف تواجهه ولقد دلت التجارب على أن علاجه
لن يكون مثمرا الا اذا ساهم الطفل مساهمة فعالة في تعديل سلوكه وهذا لا يمنع من اتصال الاخصائي الاجتماعي بالآباء لمساعدتهم على فهم احتياجات الاطفال .
ولخدمة الفرد مع الأطفال خصائص وطرق متعددة تختلف في النوع والدرجة عن خدمة الفرد مع البالغين فمثلا تختلف طبيعة العلاقة المهنية التي يمكن تكوينها مع الاطفال عن العلاقة التي يمكن تكوينها مع البالغين وذلك لتفاعل الصلات التي تربط الطفل بوالديه بدلا من استعادة العلاقات القديمة كما هو الحال مع البالغين ، ويجب أن نأخذ في الاعتبار مهما بلغت العلاقات بين الطفل ووالديه من التوتر فإن والديه لا يزالان من أهم الشخصيات في نظره علاوة على ذلك فقد ينظر الطفل إلى الأخصائي الاجتماعي بعين الشك والريبة والاعتقاد أنه سوف ينحاز حتما إلى جانب والديه أو أي بالغ لا يفهمه .
فإذا ما تبين للطفل أن الأخصائي الاجتماعي يفهمه ويقدر موقفه فإن ذلك يساعد على توثيق العلاقة بين الطفل والاخصائي .
وتهدف عملية المساعدة في حالة الأطفال الصغار إلى الآتي /
1.مساعدة الطفل على عملية النمو العاطفي التي أوقفت نتيجة سوء العلاقات في أسرته .
2.مساعدة الوالدين للعمل على إشباع رغبات الطفل والقيام بالالتزامات المفروضة عليهم كآباء .
3.إعداد الطفل للاستجابة للظروف العادية من الوالدين والتفاعل مع المجتمع .
4.مساعدة كل من الوالدين والطفل على توثيق الروابط العادية بينهم .
ثانيا : خدمة الفرد مع المراهقين :
تتميز هذه الفترة بالتغيرات الجسمانية والنفسية والنزعة إلى الاستقلال والاعتماد على النفس ويلجأ المراهق إلى المغالاة وتحدوه رغبة جامحة لحب الظهور و اقتناء الثروة وإذا تعذر عليه ذلك فإنه يشعر بقصور في قدراته ، وينتابه الشك في ذاته فيلجأ إلى التعويض بالتدخين أو تحدي السلطة مثلا.
وهناك من المراهقين من أثقلوا بتجارب مريرة في طفولتهم بسبب ظروفهم العائلية القاسية فينتابهم عدم الاطمئنان والحقد .
ومن واجب الاخصائي الاجتماعي عند قيامه بمساعدة المراهقين اتباع الآتي :
1.مساعدة المراهق غير المطمئن بأن يلقي في روعه بأن الناس ليسوا اعداء له وليسوا خطرا عليه كما يعتقد .
2. عند مقابلة الاخصائي الاجتماعي للطالب وتكوين علاقة مهنية معه عليه أن يشعره بأنه يخصه بانتباهه واهتمامه ويشاطره آرائه ومشاعره.
3.أن يشعر الأخصائي الاجتماعي المراهق بأن الآباء والمدرسين يخطئون أحيانا ويفقدون أعصابهم وأن ما يفعلونه لصالحهم .
4.من واجب الاخصائي الاجتماعي أن يعمل على تخفيف ما ينتاب المراهق من شعور بالنقص وذلك بتقبله وزيادة عبارات التشجيع مما يزيد من ثقته بنفسه .
المرجع : محمد سلامة ، الخدمة الاجتماعية المدرسية ، الاسكندرية ، المكتب الجامعي الحديث ، 1989 ، ص 212-213