ما أصعب أن يصل المرء بعد سنواتٍ طويلة من الكفاح والعطاء إلى نقطة يصله من خلالها الإشعار أن خدماته قابلة للاستغناء عنها ..
وأنه السنوات التي كان مرغوبا فيها انقضت بسرعة البرق وآن الأوان للبقاء في زاوية ضيقة ..
هكذا هو شعور المتقاعد .. الذي لا ينكفئ عليه بالحزن، انما ينمو في داخله .. ويستعمر فكره .. الأمر الذي من شأنه أن يهب المجتمع فردا بشخصية جديدة لم يتعود عليها ..
فياترى ما هي الآثار التي تترتب على الفرد المتقاعد .. ؟
صنف العلماء و الباحثون المهتمون بقضايا التقاعد العديد من المشكلات التي يواجهها المتقاعد المسن الى :-
1- المشكلات النفسية :
- الحزن و الاسى الناتجان عن الوحدة و فقدان حب و تفاعل الاخرين .
- الشعور بالذنب الناتج عن الصراعات و الاستغراق في التفكير
- الاكتئاب بسبب عدم وجود علاقات انسانية يشبع من خلالها احتياجاته الانسانية
- الوسواس و القلق و خاصة قلق الموت و الشعور بوطأة المرض و العجز
- الدخول في المشكلات الخاصة بمرحلة التقاعد مثل : العته , ذهان الشيخوخة و قد يصل الشخص الى مرحلة القلق
2- المشكلات الصحية :
- تغير في الجسم البشري (علامات الضعف و الكسل )
- انخفاض مستوى أداء الجسم لوظائفه المختلفة .
- ازدياد الامراض و مداهمتها للمتقاعد دفعة واحدة .
- انخفاض القدرات العقلية و المتمثلة في التذكر و التفكير و التخيل و التصور
- انخفاض أداء الحواس لوظائفها.
3- المشكلات الاجتماعية :
- الاحساس بالاغتراب ( و أخطر أنواعه هو الاغتراب النفسي , حيث يشعر الفرد بأنه غريب عن نفسه و أنه لم يعد يفهم نفسه (
- فقدان الادوار الاجتماعية التي كان يقوم بها قبل التقاعد.
- نقص القدرة على التوافق الاجتماعي مع المرحلة العمرية الجديدة .
- الاحساس بتقلص مكانته الاجتماعية داخل الاسرة
- الاحساس بالاهمال و عد اشباع مطالبه من قبل أبنائه و انشغالهم عنه بحياتهم الخاصة الى درجة تجاهل امكان الاتصال به تلفونيا للطمئنان عليه لفترات قد تمتد لشهور مما يدخله في حالة نفسية سيئة تنعكس على صحته.
4- المشكلات الاقتصادية :
- انخفاض الدخل نتيجة للتقاعد.
- انفاق الجزء الاكبر من الدخل على الدواء و العلاج.
- الاحساس بالعجز عن تلبية مطالب الابناء سواء في التعليم أو المشاركة في اتمام مشاريع الزواج و الارتباط .