لقد لوحظ في الآونة الأخيـرة انتشـار ظاهـرة عجيبة غريبة بين الفتيات وعلى جميع المراحل سواء في المدارس أو المعاهد أو الكليات .. ألا وهي ظاهرة الإعجاب بين الفتيات، وذلك بأن تعجب فتاة بفتاة مثلها وتفرط في محبتها ، حتى أن بعض هذا الإعجاب قد يتجاوز الحد المشروع بأن تصبح محبتها لها محبة شركية، بمعنى محبة مع الله، فلا تسلو إلا وتذكر اسمها ، ولا تغيب محبوبتها عن ذهنها، ويخفق قلبها لرؤيتها ، هذا بالإضافة إلى تبادل الرسائل الغراميـة وعبارات العشق وفعل الحركات التي لا تليق بها كطالبة أتت لطلب العلم ، وإذا فارقتها فالقلب يحزن والعين تدمع، بل وقد تصاب الفتاة المعجبة بالمرض والوهن لذلك.
إنها والله لظاهرة سيئة وغريبة انتشرت انتشارًا واسعًا . وهي فتنة من فتن هذا الزمان الذي ضعف فيه الإيمان ، وزاحم فيه حب المخلوقين حب خالقهم . ولا تكاد تخلو مدرسة وخاصة للبنات من هذه الظاهرة.
أنا معجبة بك :
( أنا معجبة بك ) كلمة تتردد في أنحاء المدارس...وخصوصا بين البنات..في المرحلتين الإعدادية والثانوية, الإعجاب لا بأس به..ان كان مبني..على الخلق الكريم...والثقافة والتدين...وتحيطها المحبة في الله, لكن الإعجاب المحظور، وهو المنتشر ،، انه آفة المجتمع, إعجاب بالشكل. بالعطر..بالمشية...بتفصيل موديلها..بجرأتها ...بصراخها, وتزين جدران المدارس بكلمة...
( أحبك موت يا فلانة...وتنتهي بتوقيع العاشقة.
وهناك العديد من الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة، منها:
1- ضعف التربية الدينية.
2- غياب القدوة التربوية للفتاة.
3- الفراغ العاطفي
.4- التجمل الزائد.
5- فساد بعض وسائل الإعلام.
6- الحرية الزائدة.
ويرى الشيخ الصقعبي من جانبه ان علاج داء الإعجاب أمر يسير على من صدقت مع الله وقال إن من الأهمية بمكان أن نبين للفتاة أنها لابد أولاً أن تتخذ سياجاً قبل وقوعها في ظاهرة الإعجاب ولذا أرى أن من الأهمية بمكان أن اذكر الفتاة أن علاج ظاهرة الإعجاب يكون من شقين :
الأول : خطوات تتخذها الفتاة قبل وقوعها في داء الإعجاب .
الثاني : خطوات تسلكها الفتاة للتخلص من هذه الظاهرة بعد وقوعها في داء الإعجاب أما الخطوات التي تتخذها الفتاة قبل وقوعها في الإعجاب فيمكن أن نوجزها فيما يلي :
1- الشروع في غض البصر ومجاهدة النفس على ذلك .
2- إشغال الفتاة وقت فراغها بما يعود عليها بالنفع في الدنيا والآخرة لأن من أبرز أسباب الوقوع في الإعجاب هو الفراغ .
3- إغلاق مداخل الشيطان حتى لا ينفذ إلى القلب قال ابن القيم رحمه الله كل ذي لب يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا ثلاث جهات التزيد، والإسراف، والغفلة .
4- الابتعاد عن الصحبة السيئة .
5- أن تعلم الفتاة التي بينت على غير طاعة الله أنها ستنقلب إلى عداوة يوم القيامة .
أما الخطوات التي تتبعها من وقعت في داء الإعجاب لتتخلص منه فلذلك خطوات كثيرة أذكر منها :
1- مجاهدة النفس على الإقلاع عن هذا الداء وهذا أمر مهم لأن علاج قضية الإعجاب الأولى تقع على عاتق الفتاة .
2- الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى في ذلك .
3- المصارحة مع النفس وأعني بذلك أن تتفكر الفتاة بالهدف الأسمى الذي من أجله خلقت له .
4- صحبة الجليسات الصالحات .
5- الإكثار من الذكر وخاصة قراءة القرآن .
6- الإكثار من نوافل العبادات وخاصة الصلاة والصيام وحتى ولو لم تجد الفتاة في بادئ الأمر أثرا لذلك فإنها مع التعلق بهذا النوافل والطاعات ستجد لذلك أثراً بمشيئة الله .
7- إذا كانت الفتاة وقعت في الإعجاب في فتاة في مدرسة مثلاً فعلى هذا الفتاة التي أرادت أن تعالج نفسها أن تنتقل من ذلك المكان وقد تجد صعوبة في بادئ الأمر ولكن أمر ذلك سيخف مع مرور الأيام .
8- التأمل في عظمة الله وقدرته حينها يمتلئ القلب بمحبة الله تعالى وبالتالي يظهر لها حقارة في داء الإعجاب فيكون ذلك عوناً لها للتخلص من داء الإعجاب وبالجملة فالخطوات كثيرة ولكن تبقى الإرادة هي سيدة الموقف ومن أرادت الاستزادة من الكلام حول هذه الظاهرة فلي شريطا اسمه فتياتنا والإعجاب وكذلك رسالة اسمها الإعجاب ففيها مزيد بيان وإيضاح لمن أرادت ذلك .
مقال بعنوان:" الإعجاب بين الفتيات يهددهن بالأمراض النفسية "الشاذة"!!!"
إعداد: د.عبدالله اليوسف.