"
اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، وزدني علما"السلام عليكم أخواني وأخواتي أعضاء هذا المنتدى المتميز بحق..
يسعدني ويشرفني أن أدلي بأول مشاركاتي في هذا المنتدى الإبداعي..
المشكلة التي سأطرحها هي مشكلة من سلسلة المشاكل التي قد يعاني منها أو يتعرض لها الطالب في المدرسة..
بداية الأمر دعوني أقدم لكم موقفا قد يعبر عن جوهر المشكلة التي سأتناولها.
.
"
حكت لي أحدى المدرسات عن خوف الطالبات لها... وتقول: انا مستاءة كثيرا من هذه الظاهرة فكلما تقربت جهة الطالبات أجد أنهن يهربن مني بدون اي سبب.. فقط لأني مدرسة! كأني شبح.. واسترق السمع منهن : استاذة فلانة جاية استاذة فلانة جاية اهربوا ......... لا أدري من زرع هذا الخوف في صدور الطلبة!"أظن أن الجميع قد عرف ماهي المشكلة؟؟؟؟؟
نعم المشكلة هي
"خوف الطالب من المعلم"
.. الكثير يتبادر في ذهنه ما معنى الخوف؟ أعراضة، أنواعة و ومصادره, وأسبابه، وما تأثيره على الطالب، ، وأخيرا ما هو دورنا كاخصائيين في معالجة هذه المشكلة لدى الطلاب؟؟؟
بداية نبدأ بتوضيح معنى الخوف.انقسم العلماء في تعريفهم للخوف أقساما:
أ - فمنهم من عرَّفه بأنه غريزة قائمة في النفس الإنسانية فقالوا: الخوف: غريزة، بل قوة طبيعية فطرت عليها نفوس البشر والحيوانات على السواء. وعليه فإن الخوف واقع فطري موروث قائم في التكوين النفسي للكائنات الحية.
ب- ومنهم من عرفه من جهة أسبابه
وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام وهذا سبب الخوف لا أنه نفسه ).
ج - ومنهم من عرَّفه من جهة أسبابه وآثاره
الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع المكروه في الاستقبال ) فالتألم أثر الخوف وتوقع المكروه سبب .
د- ومنهم من عرفه من جهة آثاره : فصوره بعضهم على أنه مرتبط بالإدراك ( العقل) والجسد ، وصوّره بعضهم على أنه مرتبط بالمحافظة على البقاء.
أما في علم النفس فقد عرف الخوف: ( هو قلق عصبي أو عصاب نفسي لا يخضع للعقل، ويساور المرء بصورة جامحة كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها أو التحكم بها )
أعراض مشكلة الخوف: يسبب الخوف أعراضا مثل:•احمرار الوجه.
• رعشة في اليدين.
•زيادة ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
•قلة التفاعل أو إنعدامه.
•الإنطوائية.
•عدم الاستقرار وكثرة الحركة.
• الغثيان.
• التعرق الشديد.
•الحاجة المفاجأة للذهاب للحمام... وغيرها من الأعراض.
أنواع الخوف:يمكن القول بأن الخوف ينقسم إلى خوف طبيعي وخوف مرضي وهي كالتالي:.
الخوف الطبيعي:
الخوف حالة انفعالية طبيعية داخلية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ويسلك فيها سلوكا يبعده عن مصادر الضرر وهذا كله ينشأ عن استعداد فطري أوجده الخالق في الإنسان.
الخوف أمر طبيعي ضروري يؤدي إلى حماية الفرد مما يجوز أن يسبب له ضررا وجميع الطرق الوقائية التي نتخذها لحماية أنفسنا من عوادي الطبيعة أو المرض أو سخط المجتمع أو غير ذلك، تدل على نوع من الخوف نسميه الحذر أو الحيطة ويصح أن نسميه الخوف الواقي...ومما لا شك فيه أنه في درجاته المعتدله صفة طبيعية يجب الاتصاف بها.
الخوف المرضي:
هو الخوف الكثير المتكرر الوقوع لأي سبب، ولذلك فإن تضخم الخوف في موقف ما خارج عن النسبة المعتدلة التي يتطلبها الموقف عادة يعد أمرا غير طبيعي، فإذا وجدنا طفلا في الظلام فإننا نعد هذا أمرا غير طبيعي، وإذا وجدنا طفلا في الثالثة يخاف الظلام قليلا فإننا نعد هذا أمرا عاديا، ولكن إذا خاف لدرجة الفزع والجزع ووصل في انفعاله لدرجة ينقلب فيها اتزانه بلا شك فإننا نعد هذا أمرا غير عادي، فكان تضخم الخوف في موقف ما تتضمن خارج الحدود المعقولة، وكذلك تكرار الخوف تكرارا خارجيا عما هو مألوف يعد أمرا مرضيا يحتاج إلى تأمل وفحص وعلاج.
تأثير الخوف في السنوات الأولى من عمر الطالب.
تعد السنوات الأولى من حياة الفرد من أهم فترات حياته بل هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها حياته النفسية والاجتماعية، ومن خلالها يتقرر ما إذا كان سينشأ على درجة معقولة من الأمن والطمأنينة أو سيعاني من القلق النفسي والخوف. وذلك أن أي خبرة نفسية وجدانية مخيفة يصادفها الإنسان في طفولته تسجل في نفسه وتظل هائمة فيها، وقد يستعيدها –لا شعوريا-في كبره فيشعر بالخوف وقد يسقط مشاعرها على المواقف والخبرات المشابهة فيخاف.
وعلى هذا الأساس: فالخوف حالة انفعالية طبيعية تشعر بها كل الكائنات الحية في بعض المواقف فيظهر في أشكال متعددة, ولدرجات تتراوح بن مجرد الحذر والهلع والرعب... وكلما كانت درجة الخوف في الحدود المعقولة كان الإنسان سويا يتمتع بصحة نفسية ويمكنه السيطرة على الخوف.
ولكن كلما كانت درجة الخوف كبيرة لدرجة يتعذر معها السيطرة
عليها بالعقل المنطق كلما كان الفرد يعاني من الاضطراب النفسي والمرض النفسي, وكلما كان يسلك سلوكا شاذا بهدف البعد عن المصادر أو المصدر الذي يخاف منه.
لذلك: فالخوف بالدرجة المعقولة استعداد فطري زود الله به الإنسان ليحمي نفسه وليأخذ حذره من مخاطر الحياة .
مصادر مخاوف الطلاب:تنقسم مصادر مخاوف الطلاب إلى مصادر موضوعية وأخرى غير موضوعية وهي كالتالي:
*المصادر موضوعية: وتكون محسوسة ومحدودة كالخوف من الحيوانات وغيرها, الخوف الذاتي وهو الخوف من مصادر لارتباطها بموقف مخيف الذي يتصل بالتجارب الحقيقية لطالب التي يتعرض لها مثال ذلك خوف الطالب من المدرس لارتباطه بموقف أو خبرة مؤلمة في ذهن لطالب فمثلا إذا رأى الطالب المدرس يقوم بضرب أحد طلاب المدرسة فإنه في هذا الموقف يربط هذا الطالب المدرس بالألم والقسوة فبالتالي ينعكس هذا على الطالب فيخاف من ذلك المدرّس.
*مصادر غير واقعية غير ملموسة:.
ومثال ذلك الخوف من الموت والظلام وكلاهما يعاني منهما الكثير من الأبناء والآباء مما يعكس تأثيره على الأبناء.كما أن الخوف من الغيبيات المجهولة كجهنم والعفاريت والجن وغيرها من أخطر مجالات خوف الأطفال غير الواقعية.
يعاني بعض الأطفال من الخوف بشكل عام في معظم مواقف حياتهم فيخافون مقابلة الزوار ويخافون الاختبارات ويحجمون عن التكلم في أي مجتمع خوفا من النقد أو الخطأ.
هؤلاء الأطفال يعانون من ضعف الثقة في النفس وعدم الشعور بلأمن والطمأنينة، نتيجة للتربية الاعتمادية والنقد المستمر من الآباء والتحذير من الخطأ..إلى غير ذلك من أساليب التربية الخاطئة.
وقد يصاحب الخوف وعدم الثقة بالنفس أعراض أخرى كعدم القدرة على الكلام والتأتأه والانطواء والخجل والإكتئاب وتوقع الخطر والتشاؤم.
أسباب خوف الطالب : 1-الأسباب التي تعود للطالب: 1- النقص الجسماني والإعاقة في جوانب منها العرج والحور والطول المفرط أو القصر الشديد والتشويه الخلقي والسمنة المفرطة والنحاف الشديدة وأيضا انخفاض مستوى الذكاء والتأخر الدراسي كلها عوامل تسبب للطالب عدم الثقة بأنفسهم والخوف من المحيطين بهم.
2-مشاهدة بعض البرامج التي تنشر ثقافة العنف فإن من شأنها أن تولد في نفس الطالب الإحساس المتزايد بالخوف.
3-يعد العمليات التي يمارسها الخيال لدى الطلاب سبب من أسباب الفزع والجزع في المواقف المختلف التي يتعرض لها الفرد لهذا كان الخيال هو الذي يسبب الخوف.
2-الأسباب التي تعود للمدرِس:•أن يكون المدرس بصحة نفسية سيئة فالمدرس صاحب النفسية السيئة السبب الأول في خوف الطالب منه من خلال تأثير اضطرابات المدرس على تلاميذه بشكل مباشر أو غير مباشر وبعض هذه الاستجابات عنيفة وغير متعلقة بالتصرفات التي تصدر من الطلاب.
•عدم قيام المدرس بعملية التوجيه والإرشاد للطلاب حتى ينموا شخصياتهم وإنما هدفه هو إعطاء المادة التعليمية المخصصة لذلك اليوم ومن ثم مغادرة الفصل.
•استخدام أسلوب الضرب ولأتفه الأسباب وبصورة همجية وعشوائية ودون ضوابط.
•أسلوب معاملة المدرس لزملائه في الدوام وخارجه فهذه المعاملة القاسية التي تصدر من المدرس تؤثر في الطالب فبالتالي تكون أحد أسباب خوف الطالب من المعلم .
3-الأسباب التي تعود للأسرة:1-أسلوب التربية الخاطئة التي يتلقاها الطلاب في السنوات الأولى من مرحلتهم العمرية، فبعد أن يحاط الطفل بالرعاية ويعيش في أمن وطمأنينة يلجأ الآباء عندما يتعلم الطفل المشي اللعب إلى زجره وضربه كلما عبث بشيء في المنزل الأمر الذي لم يتعوده من والده، فيضطرب نفسيا ويلق نتيجة الانتقال الفجائي في معاملة الأسرة وتبدأ مشاعر الثقة في النفس التي سبق له أن تمتع بها خلال العامين الأولين أو الثلاثة أعوام من عمره في الزعزعة.
2-النقد والزجر والتوبيخ يشعر الطالب بالنقص ويبعث فيه الخوف وتقلل من درجة الثقة بالنفس.
3- تسلط الآباء وشغفهم في السيطرة على كل حركات الطفل دون أن يتركوا له حرية التفكير فعليه أن يطيعهم طاعة عمياء يتولد عنده الخوف من معارضتهم.
4-اضطراب الجو العائلي والمنازعات بين الوالدين تؤدي بالأبناء إلى عدم الاستقرار وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة فيفقد الثقة بنفسه ويخاف من غضب الوالدين وعنفهم وقسوتهم عليه.
5-مخاوف الآباء وقلقهم مصدر خوف للأبناء: من أهم مصادر مخاوف الأبناء حين يكون الآباء مرضى بالقلق النفسي فيقلقون على أطفالهم بشكل ملموس.
دور الأخصائي في معالجة مشكلة الخوف لدى الطالب:فعلى الأخصائي الاجتماعي أن يتذكربأن الخوف يتكون بالاستثارة والتكرار وأن فهم الأشياء على حقيقتها وتكوين عاطفة طيبة نحوها من أهم العوامل التي يجب إقامتها لتعمل ضد الخوف.
فالأخصائي الاجتماعي يتعامل مع عدد من الأطراف عند معالجة مشكلة الخوف لدى الطلاب وهي متمثله في دور الأخصائي مع الطالب كعمله على تهيئة الظروف الاجتماعية لنمو الطالب داخل المدرسة نموا سليما وتحسين العلاقة بينه وبين معلميه وزملائه وإدارة المدرسة إلى جانب مساعدته للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية للمدرسة.
دور الأخصائي الاجتماعي مع المعلمين: توطيد علاقته بالمعلمين حتى يسهل عليه التعرف على الحالات التي تعاني من مشكلة الخوف وإشراك المعلمين في وضع الخطط الوقائية والعلاجية والتنموية التي ترتبط بمواجهة هذه المشكلة.والعمل على تحسين وتنمية علاقة المدرسين بالطلاب ومساعدتهم على فهم حاجات الطالب ومشكلاته والمشاركة في علاجها وزيادة تعامله مع أولياء أمور الطلاب لمواجهة المشكلة.
وأخيرا دور الأخصائي مع الأسرة:توعية الآباء بحقيقة المشكلة التي يعاني منها أبناءهم والتعاون معهم التعرف على مصادر التي أدت إلى حدوث المشكلة وأسبابها من أجل التعاون لوضع العلاج المناسب لها.
كذلك توجيه أولياء الأمور إلى طرق متابعة سلوك الأبناء وأهمية التعاون مع إدارة المدرسة لمواجهة مشكلة الخوف والتعرف على الآثار المترتبة عليهم سواء بالنسبة لحاضر الطالب أو مستقبلة.
بالإضافة إلى تعريف أولياء الأمور بطرق وأساليب التعامل مع الطالب صاحب مشكلة الخوف.
.
.
.
نهاية الموضوع..
أنتظر آرائكم المفيدة............
المصدر:
1.عبد الباري محمد داود, الصحة النفسية للطفل, إتراك للطباعة والنشر والتوزيع, ط1, 2004م.
2.محمد أيوب شحيمي, الإرشاد النفسي التربوي الاجتماعي لدى الأطفال, دار الفكر اللبناني مكتبة الطفل النفسية والتربوية- بيروت لبنان, الطبعة الأولى, 1997م.